يامن ضيعتم الأمانة
معاشر الأخوة والأخوات .. حدثني أحد أئمة المساجد يقول :
خرجت يوماً من الأيام من منزلي لقضاء بعض حاجات المنزل، خرجت مسرعاً من المنزل انطلقت إلى سيارتي، وقبل أن أركب السيارة سمعت صوتاً يهمس وكأنه ينادي، التفت فإذا بامرأة واقفه محتشمة بحجابها، فقالت : بصوت منخفض لو سمحت .. ألتفت إليها وأنا أحدث نفسي ما هذه المرأة وماذا تريد فقلت ربما محتاجة مال وتريد لكن هيئتها ليست هيئة محتاجه أو مبتذله..
فقلت لها : ماذا تريدين يا أخيه ؟
قالت : خذ ومدت إلي مظروفاً كانت تحمله ..
فقلت : ما هذا ؟
فقالت : ألست إمام مسجد ؟
فقلت : نعم ..
قالت : خذ هذه الرسالة اقرأها ولا تنسانا في خطبتك فإنا من ورى الجدران هذه البيوت المحيطة بمسجدك أنواع المآسي، وأنت غافل لا تدري، قالتها والعبرة تخنقها ثم انصرفت هي .. أما أنا فتسمرت أمام سيارتي بل والله رجعت إلى بيتي ولم أقضي حاجتي .. رجعت لأقرأ تلك الرسالة الصدمة التي هزت وجداني وما فيها ..
وماذا في هذه الرسالة ؟ وماذا تريد ؟ وماذا نصها ؟
تقول فيها .. أنا فتاة أبلغ 20 سنة من عمري .. أدرس في السنة الثانية في أحد الكليات .. من عائلة مترفه قد منا الله علينا بالمال والمكانة الاجتماعية، وقد يظن البعض أني سعيدة .. وهذا هو شعور الكثيرات من زميلاتي .. لكن للأسف وبكل بساطة أنني والله لا أشعر بتلك السعادة أنني أتعس مخلوقة على وجه الأرض .. نعم .. أنا أملك المال وأشتري ما أريده من الملابس ولكنني أعيش في داخلي الرعب والقلق الدائم .. أعيش الألم وأتجرع الأسى .. مع كل يوم تغيب شمسه .. أفتقد كثير من الأمان والحرمان ..
وأقولها لك : أنني لا أشعر بالأمن حتى داخل منزلنا .. نعم والله أعيش القلق في بيت والدي .. وأضطر والله أحياناً إلى الهرب خارج المنزل هرباً بنفسي وشرفي .. كثير ما أخرج وأتجول في الشارع لوحدي .. لوحدي ودمعتي لا تقف ولا يشعر بي أحد .. ولا يعلم بذلك إلا ربي .. بيتنا لا يطاق، يكاد ينفجر لدرجة لا تتوقعها .. بل إنه يحترق ..
أخي مدمن مخدرات .. حاول التهجم علي أكثر من مرة .. بل هو مدمن قنوات .. وأي قنوات ؟ تلك التي تبث ما تتخيل وما لا تتخيل ..
ولا تسأل عن والدي الذي لا يتوقف عن شرب الخمر .. الذي لا يصحو عن شرب المسكرات .. وإذا أحمرت عيناه وغاب عن وعيه لا يقف عن ضربي وتهديدي .. وهو منغمس في شهوته وسكره ..
ولا تسأل عن أمي فقد أرادت أن تعيش حياتها .. فأصبح لها عالمها ومغامراتها .. في ظل انتكاس والدي وأخي .. والدتي تدخل الرجال الأجانب .. تدخلهم في الصباح في غياب والدي الذي هو أصلاً غائب بتأثير تلك السموم ..
ماذا تريد أن أذكر لك أيضاً ؟ .. ماذا ؟ .. والله إن الأجواء كلها من حولي مسمومة .. المكان بكل ما فيه يدفعني إلى الخطأ إلى السقوط ..
وأنا أقف ضعيفة ومكسورة .. أشكو لمن ؟ أشكو لمن ؟ لأرحامي فلم أتلقى منهم والله إلا الاستهزاء والسخرية مني بل أخاف منهم على أهلي .. أخاف من الفضيحة .. فليس لدي إلا عمتي .. أذهب إليها أحياناً .. لكن للأسف لا تواسيني إلا بالبكاء ..
لقد أتعبتني ببكائها .. فهي عاجزة أمام هذه المأساة ..
ولا تملك إلا البكاء !!؟
فيا أيها الإمام .. يا إمام المسجد .. يا من تقفون على المنابر .. أين أنتم عنا ؟ .. أين أنتم عنا ؟ .. انتظرت منك أو من جماعة مسجدك زيارة أو مهاتفة .. لكن للأسف أنتم فقط تصلون ثم تفرون إلى بيوتكم .. لا تعرفون فقط إلا الذي يصلي معكم ولا تبالون بجاركم هل هو معكم أم هو من المتخلفين .. أي إمام تدعون ؟ .. بيتي لا يطاق .. بيتي وهو ملاصق للمسجد به كل أنواع المنكرات .. أتسمعني أقول لك به كل المنكرات .. ماذا تريد مني الفرار الهروب .. والله لقد كدت أسقط فيما يتعاطه أخي من المخدرات .. قد أسقط لولا حفظ الله .. لم أسمعك يوماً تتحدث عن المظلومين خلف أسوار البيوت المغلقة .. لم أسمعك يوماً تتحدث عن انحراف الوالدين .. قل بالله عليك متى تتحدث عن تلك المخدرات ؟
وما سببته تلك الفضائيات ؟
متى تتحدث وتتحدث ولا تصمت عسى أن يصحو والدي من غفوته فيسمعك وإن لم يسمعك فإني أسمعك .. أسمعك ودموعي تسابقني .. ولعلى كلماتك تثبتني وتشدني من عزمي .. لا أريدك أن تصمت بعد اليوم .. فأنا والله مقتضية القلب ليلاً ونهاراً ..
وهذه والله ليست شكوى وإنما أبث حزني وشكواي لله رب العالمين وأردد لعلى الله يحدث بعد ذلك أمر .. لا أملك إلا أن أردد : لعلى الله أن يحدث بعد ذلك أمر .. فأنا وحيده مكسورة لا أشكو إلا إلى الله .. اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت ربنا ورب المستضعفين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
هذه الرسالة كما هي .. والله قرأتها مرة وثالثة وعشراً .. قرأتها متسائلاً متعجباً .. كيف ينقلب البيت من واحة أمان إلى واحة خوف وقلق
وحرمان وإدمان !!؟
لقد حزنت والله لحال هذه المسكينة .. بل وأتسأل أين تذهب هذه الفتاة
من انحراف والديها وأخيها ؟ .. سؤال لا جواب له ..
إلا أن نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. إن حياة المجتمع لا تقوم إلا بالأسر التي تتكون والتي تكون على طاعة الله تعالى ..
وتنشأ على أمرها الله .. لكن للأسف ضيعنا الأسر ..
مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
معاشر الأخوة والأخوات .. حدثني أحد أئمة المساجد يقول :
خرجت يوماً من الأيام من منزلي لقضاء بعض حاجات المنزل، خرجت مسرعاً من المنزل انطلقت إلى سيارتي، وقبل أن أركب السيارة سمعت صوتاً يهمس وكأنه ينادي، التفت فإذا بامرأة واقفه محتشمة بحجابها، فقالت : بصوت منخفض لو سمحت .. ألتفت إليها وأنا أحدث نفسي ما هذه المرأة وماذا تريد فقلت ربما محتاجة مال وتريد لكن هيئتها ليست هيئة محتاجه أو مبتذله..
فقلت لها : ماذا تريدين يا أخيه ؟
قالت : خذ ومدت إلي مظروفاً كانت تحمله ..
فقلت : ما هذا ؟
فقالت : ألست إمام مسجد ؟
فقلت : نعم ..
قالت : خذ هذه الرسالة اقرأها ولا تنسانا في خطبتك فإنا من ورى الجدران هذه البيوت المحيطة بمسجدك أنواع المآسي، وأنت غافل لا تدري، قالتها والعبرة تخنقها ثم انصرفت هي .. أما أنا فتسمرت أمام سيارتي بل والله رجعت إلى بيتي ولم أقضي حاجتي .. رجعت لأقرأ تلك الرسالة الصدمة التي هزت وجداني وما فيها ..
وماذا في هذه الرسالة ؟ وماذا تريد ؟ وماذا نصها ؟
تقول فيها .. أنا فتاة أبلغ 20 سنة من عمري .. أدرس في السنة الثانية في أحد الكليات .. من عائلة مترفه قد منا الله علينا بالمال والمكانة الاجتماعية، وقد يظن البعض أني سعيدة .. وهذا هو شعور الكثيرات من زميلاتي .. لكن للأسف وبكل بساطة أنني والله لا أشعر بتلك السعادة أنني أتعس مخلوقة على وجه الأرض .. نعم .. أنا أملك المال وأشتري ما أريده من الملابس ولكنني أعيش في داخلي الرعب والقلق الدائم .. أعيش الألم وأتجرع الأسى .. مع كل يوم تغيب شمسه .. أفتقد كثير من الأمان والحرمان ..
وأقولها لك : أنني لا أشعر بالأمن حتى داخل منزلنا .. نعم والله أعيش القلق في بيت والدي .. وأضطر والله أحياناً إلى الهرب خارج المنزل هرباً بنفسي وشرفي .. كثير ما أخرج وأتجول في الشارع لوحدي .. لوحدي ودمعتي لا تقف ولا يشعر بي أحد .. ولا يعلم بذلك إلا ربي .. بيتنا لا يطاق، يكاد ينفجر لدرجة لا تتوقعها .. بل إنه يحترق ..
أخي مدمن مخدرات .. حاول التهجم علي أكثر من مرة .. بل هو مدمن قنوات .. وأي قنوات ؟ تلك التي تبث ما تتخيل وما لا تتخيل ..
ولا تسأل عن والدي الذي لا يتوقف عن شرب الخمر .. الذي لا يصحو عن شرب المسكرات .. وإذا أحمرت عيناه وغاب عن وعيه لا يقف عن ضربي وتهديدي .. وهو منغمس في شهوته وسكره ..
ولا تسأل عن أمي فقد أرادت أن تعيش حياتها .. فأصبح لها عالمها ومغامراتها .. في ظل انتكاس والدي وأخي .. والدتي تدخل الرجال الأجانب .. تدخلهم في الصباح في غياب والدي الذي هو أصلاً غائب بتأثير تلك السموم ..
ماذا تريد أن أذكر لك أيضاً ؟ .. ماذا ؟ .. والله إن الأجواء كلها من حولي مسمومة .. المكان بكل ما فيه يدفعني إلى الخطأ إلى السقوط ..
وأنا أقف ضعيفة ومكسورة .. أشكو لمن ؟ أشكو لمن ؟ لأرحامي فلم أتلقى منهم والله إلا الاستهزاء والسخرية مني بل أخاف منهم على أهلي .. أخاف من الفضيحة .. فليس لدي إلا عمتي .. أذهب إليها أحياناً .. لكن للأسف لا تواسيني إلا بالبكاء ..
لقد أتعبتني ببكائها .. فهي عاجزة أمام هذه المأساة ..
ولا تملك إلا البكاء !!؟
فيا أيها الإمام .. يا إمام المسجد .. يا من تقفون على المنابر .. أين أنتم عنا ؟ .. أين أنتم عنا ؟ .. انتظرت منك أو من جماعة مسجدك زيارة أو مهاتفة .. لكن للأسف أنتم فقط تصلون ثم تفرون إلى بيوتكم .. لا تعرفون فقط إلا الذي يصلي معكم ولا تبالون بجاركم هل هو معكم أم هو من المتخلفين .. أي إمام تدعون ؟ .. بيتي لا يطاق .. بيتي وهو ملاصق للمسجد به كل أنواع المنكرات .. أتسمعني أقول لك به كل المنكرات .. ماذا تريد مني الفرار الهروب .. والله لقد كدت أسقط فيما يتعاطه أخي من المخدرات .. قد أسقط لولا حفظ الله .. لم أسمعك يوماً تتحدث عن المظلومين خلف أسوار البيوت المغلقة .. لم أسمعك يوماً تتحدث عن انحراف الوالدين .. قل بالله عليك متى تتحدث عن تلك المخدرات ؟
وما سببته تلك الفضائيات ؟
متى تتحدث وتتحدث ولا تصمت عسى أن يصحو والدي من غفوته فيسمعك وإن لم يسمعك فإني أسمعك .. أسمعك ودموعي تسابقني .. ولعلى كلماتك تثبتني وتشدني من عزمي .. لا أريدك أن تصمت بعد اليوم .. فأنا والله مقتضية القلب ليلاً ونهاراً ..
وهذه والله ليست شكوى وإنما أبث حزني وشكواي لله رب العالمين وأردد لعلى الله يحدث بعد ذلك أمر .. لا أملك إلا أن أردد : لعلى الله أن يحدث بعد ذلك أمر .. فأنا وحيده مكسورة لا أشكو إلا إلى الله .. اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت ربنا ورب المستضعفين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
هذه الرسالة كما هي .. والله قرأتها مرة وثالثة وعشراً .. قرأتها متسائلاً متعجباً .. كيف ينقلب البيت من واحة أمان إلى واحة خوف وقلق
وحرمان وإدمان !!؟
لقد حزنت والله لحال هذه المسكينة .. بل وأتسأل أين تذهب هذه الفتاة
من انحراف والديها وأخيها ؟ .. سؤال لا جواب له ..
إلا أن نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. إن حياة المجتمع لا تقوم إلا بالأسر التي تتكون والتي تكون على طاعة الله تعالى ..
وتنشأ على أمرها الله .. لكن للأسف ضيعنا الأسر ..
مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
التعليقات 0