مره من المرات جاء عندنا بالمستشفى شاب أسمه ( عوض ) ..
وأنا أستأذنت منه بذكر قصته .. هذا الشاب قصته عجيبه أخطأ طريقه والطريق الموصل إلى هدف الذي يريده ..
هذا عوض دخل علينا بالمستشفى ومعه أعمامه ومكلبش يده ورجله أتى من الدمام .. مشكلته قبل ما ندخله إلى المستشفى ..
دخل مستشفى الأمن 3 مرات بالدمام وينتكس، دخل السجن أكثر من 5 مرات له سوابق عده، عنده شهادة عليا في الفن في الموسيقى حصل عليها من جامعه من دول خارجية، يقول 17 سنة في الضياع سافرت أكثر من 17 دولة للفساد، دخل العناية المركزة 4 مرات بين الحياة والموت بسبب أبرة هروين ..
والده متوفي وليس لديه إلا والدته وهي إمرأة كبيره في السن..
جاء لنا عن طريق مكافحة المخدرات .. 6 سنوات لم يرى أهله من شقة إلى شقة ولا تبحث عنه إلا مكافحة المخدرات .. لما عثروا عليه قالوا أذهبوا به إلى الرياض لا يجلس في الدمام زملائه جميعهم في الدمام ..
لما أتو به إلى الرياض أهله ووالدته جميهم متبرين منه حتى أنهم يقولون نتمنى أنكم تتصلون علينا ولا تقولون أنه تشافى بل تقولون أن أبنكم توفى !

أنا بصراحه لما شفته تفاجأت من شكله وجهه يضيق الصدر مشاكل الدنيا كلها مرسومه في وجهه ..
أخونا عوض أتانا قبل رمضان بعدة أسابيع، بعد ما أستقرت حالته النفسية قلنا للشباب سوف نخرج رحله إلى مكة ..
ذهبنا إلى مكة وكان عوض معنا .. سبحان الله مع الذكر والاستغفار والتسبيح وشرب ماء زمزم والطواف والسعي الشباب والله تأثروا تأثر كبير بصراحه نحن لم نتوقع هذه النتائج فتح الله على قلوبهم ..
إلا واحد آلا وهو ( عوض ) رجعنا من مكة، الشباب الذين كانوا معنا الكل توجه البعض إلى حلقات القرآن ومنهم من طلب العلم من العالم الفلاني فتح الله على قلوبهم هذا الكلام له سنة تقريباً إلى الآن متواصلين معهم ..
بعد رمضان فكرنا برحلة أخرى فأخذنا معنا شباب جدد وعددهم 16 شاب وأخذنا معنا ( عوض ) رحلتنا للدمام ذهبنا بهم كان فيها مجالس ذكر أستضفنا بعض المشائخ والحمد الله وذهبنا بهم إلى رحلات ترفيهية و البحر فرحوا الشباب بهذه الرحلة، وفتح الله على قلوبهم ..
إلا واحد وهو ( عوض ) قسم بالله أتعبنا هذا عوض ورجعنا للدمام ..

قرب الحج وأجتمعنا مع الأخوان وقلنا من نأخذ معنا للحج قالوا فلان وفلان وفلان .. قلنا ما رايكم نأخذ معنا ( عوض ) قلنا عوض عوض ناخذه .. أخذناه معنا ومعه 28 شاب والحمد لله فيه برامج ومحاضرات في أيام الحج ..
لما دخلنا إلى عرفات الذين في الحافلة معنا جميعهم جالسين يبكون تأثروا وجميعهم رافعين يدهم يدعون الله منظر عجيب ومؤثر للكل ..
إلا أخونا ( عوض ) قسم بالله هذا مشكله .. أول ما دخلنا عرفة مع الزحام، قال لنا عوض: سوف أنزل أريد أن أشرب ماء ؟
قلت له : معنا ماء ..
قال : لا، أريد ماء بارد ..
قلت له : أرجوك نحن في زحمة الآن والكل يسبح ويهليل وأنت مشغل العالم أصر على ما يريد فنزل، تركنها فنزل ويختفي مني
وعن أنظار الجميع !
في يوم عرفه ماذا تتوقعون يفعل ؟ مواعد له بياع في يوم عرفه !
فنزلت وأنزلت معي الأخوان نبحث عنه فما وجدناه أختفى الرجل ..
أنتقلنا لمزدلفه قلنا لعله يأتي ونراه لكنه لم يأتي، المشكله معه رقم هاتفنا ننتظر إتصال منه لكنه لم يتصل بنا !
بعد يومين في منى جاء أخونا عوض لنا وهو منتهي سكران يتمايل من جهة إلى جهة ! هل تتوقعون أننا طردناه ؟ لا .. لأن باب التوبة مفتوح ..

أمسكناه وقلنا له: ياعوض أبشر بالخير نحن معك وفاتحين لك قلوبنا والخير بإذن الله وجلس معنا وفعل مشاكل في الحج كثيره ..

بعد ما رجعنا من الحج الذين كانوا معنا من أحسن ما يكونوا وإلى الآن متواصلين معهم إلا أخونا ( عوض ) إلى الآن ما أنفتح قلبه ما زال مشاكل في مشاكل ..

نحن لدينا أستراحه نجتمع فيها كل يوم الأثنين نعمل فيها محاضرات ونستضيف فيها مشائخ وعلماء، هذه الإستراحة للشباب الذين تابوا أو
ما زالوا على ضياعهم والحمد الله فيها فتح كثير ..
أخونا ( عوض ) لا يوجد شيخ وإلا حدث على راسه ولا برنامج إلا وسمع له لكن مازال على حاله !

كيف كان سبب هداية أخونا ( عوض ) .. جاء يوم في الاستراحة مع الشباب وقلت لهم من تتوقعون يكون ضيف عليكم الآن ؟
تحمس الشباب وقالوا : الشيخ الفلاني ؟ قلت : لا ..
قالوا : الداعية الفلاني والفلاني أو الدكتور الفلاني قلت : لا ..
لم يستطيعوا معرفة الضيف، تقريباً عدد الشباب 40 شاب ..
أول ما دخل الضيف أستغربوا ويحق لهم أن يستغربوا !
قلت لهم : معكم الداعية عمر أمريكي مسلم له 9 سنوات داخل الإسلام .. أحمر اللون، لحيته بنيه، يلبس الثوب والشماغ والعقال، يدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض قسم كلية أصول الدين ..
أول ما دخل سلموا عليه الشباب وهم مستغربين .. جلس وقام يحدث على الشباب وقال لهم : تصدقون و أنتم تتعاطون المخدرات أو لو أنكم تتعاطون الآن فأنا أحبكم أكثر من والدي !
قالوا : كيف ذلك ؟ قال: لأن والدي كفار وأنتم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
الشباب فرحوا فرح كبير وقاموا يحبون رأس عمر من شدة الفرح ..
يمكن هذه أقوى جمله سمعوها الأخوان عندنا في المستشفى .. ثم جلس يتكلم عمر ساعة ونصف كله قال الله وقال رسوله .. له 9 سنوات داخل في الإسلام وكلامه قال الله ورسوله .. وشبابنا طالع من بطن أمه ويوصل الثلاثين وتقول له أقرأ جزء عم أرتجف ولم يستطع .. أو تقول له : صل بنا يصلي لكنه يرتجف ويظنونه جاشع !
لما أنتهى عمر أمسك به أخينا ( عوض ) وقام يسأله عدة أسئله ..
قال له عمر : أنت تحمل في بطاقتك أنك مسلم تحملها (إسم) لكن أنا أحملها معنى وعمل ! طبعاً أنا أشوفه وهو يكلمه ..

من الغد في الصباح يدخل علي عوض في المكتب وفي يده كيس كبير مليء بالأغاني أبصم لك بالعشره، ودلع يا كايدهم، حبني وبوسني، وخلهم ينفعونك ما دامهم يعجبونك، الكيس مليء بلى وأغاني وخنى ويرمي بها على الطاوله !
أنا خفت، وقلت له: عوض ماذا أصابك ؟
قال : أريد أن أتوب أريد أن أتوب، يقوله وهو رافعاً صوته ..
قلت له : ومن الذي يمنعك من التوبة أيام وشهور ونحن معك، نريد لك الهداية والرجوع ..
قال: واحد أمريكي يعلمني الإسلام وأنا مسلم ما أعرف شيء في ديني ..

سبحان الله ويفتح الله على قلب أخينا فتح نحسبه والله حسيبه .. رجع للدمام وصلحت حالته الإجتماعية وحالته النفسية والمادية ورجع لوظيفته ومن أحسن ما يكون .. وأصبح الآن من أفضل وأفضل وأفضل نحسبه الدعاة في الدمام والآن يقود آلاف الشباب بالدمام ..
حتى أني صليت في مسجد من مساجد وجائني الإمام وقال أريد منك أن تلقي كلمه وألقيت ..
بعد أن أنتهيت قال لي الإمام : ياشيخ أدعي لي بالثبات سبب هدايتي
( عوض ) !
قلت : عوض عوض ما غيره (طبعاً هو لا يعرف أن من كان سبب هدايته كان له سوابق وضياع، يظن أن عايض منذ أن خرج من بطن أمه وهو مطوع، لو ترى شكله تقول صحابي ما شاء الله تبارك الله) ..
وسبحان الله وأواجه 10 دعاة من الشباب في الدمام سبب هدايتهم عوض ويشهد الله على كلامي ..

مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
فريق جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112

0

0