ليس من سمع كمن رأى
يقول أحدهم :
الآن عرفت معنى قولهم ليس من سمع كمن رآى .. يقول لقد سمعت أحاديث كثيره وكلاماً كثيراً عن عظيم فضل الأم .. وكنت كغيري أسمع ما أسمع ولا يككاد ما أسمع يتجاوز سوى أذني .. قد يهزني كلاماً جميلاً وقد أحرك رأسي لأبيات جميلة ..
لكن الله أراد لي الخير أذ وجدت نفسي أتابع مراحل حمل زوجتي خطوة بخطوة وحين دخلت المسكينة في شهرها التاسع وتجاوزته القليل تخيلت نفسي أنا ذلك المتكور في هذا البطن المنتفخ ..
وأنا أراقب بدأت أستشعر عن تلك المعاني التي سمعتها طويلاً وكثيراً عن عظيم فضل الأم .. لقد رأيت ثم رأيت أن هذه المرأة الجليلة الأم لم يوصوفها الناس مهما زخرفوا الأقوال ورققوا العبارات ومططو الكلام والله لن يكافئها على الحقيقة إلا الله وحده ..
ولذلك قالوا : أجر الوالدين على الله ..
يقول مواصلاً كلامه : ليت المعاني تسعفني لأقرب الحقيقة لقد تتبعتها ليالي وأيام خلال أواخر شهرها التاسع فماذا رأيت رحماك يارب أيستطيع الإنسان أن يتحمل كل هذه الآلآم .. لقد رأيتها تتحمل كل ذلك فضل وسعاده ومرات ومرات رأيتها وسمعتها وهي لا تدري وهي تطلق صرخه متوجعه فأحس مرارة ألمها قد أنطلق إلى قلبي مباشرة .. فأجالد نفسي حتى لا تفضحني عيناي .. ثم أفاجأ بعد لحظه أنها تتبسم متناسية تلك الآلآم وهي تشير إلى بطنها وهي تقول كم أحب يا صغيري وكم أنا مشتاقه لرؤياك ..
أراها إذا تحركت تألمت وإذا جلست تألمك وإذا أضطجعت صرخت وإذا مشت تعبت وإذا حاولت ترجع للنوم تعذبت .. فهي لا تستطيع ان تتقلب على فراشها على راحتها كما كانت قبل هذا الحمل الثقيل .. ومع هذا كله فهي لا زالت مطالبه للغايه بالأهتمام باليبت وشؤؤنه الداخليه ومتابعة الصغار ونظافتهم وإطعامهم وغسلهم ونومهم ..
ومع هذا كله تراها مبتسمه وتقول خذ مني دروساً يا صبر .. جرب نفسك بتكون أماً هل يستطيع رجلاً واحداً أن يتحمل البقاء مع الطفل في الثانية أو الثلاثة لساعات قبل أن يدعو على نفسه بالويل والثبور .. إنها والله وحدها الأم التي تتحمل ذلك .. راضيه متبسمه .. تأمل هذا المنظر وهي جالسه قد ألتف عليها صغارها لتشجع ذلك ليأكل والثاني تداعبه وتسقي الثالث بعد محاولات وتضحك مع أصغرهم ليقبل على وجبته .. كل ذلك وهي تجلس بينهم جلسه غير طبيعية يكاد كل مفصل منها يأن على حده يشتكي ويتوجع وهي مع ذلك صابرة ولا تزال تبتسم وتشجع وتسقي وتداعب ثم فجأ تصرخ صرخه خافته فلقد تلقت من الجنين لكمه محكمة تحت الحزام فتسارع لتغيير جلستها .. وما أن تستوي عظامها حتى تعاود للإبتسام كأن شيء ما كان ..
يسجل الجنين لكمة أخرى محكمه كأنه يقول لها أنا هنا أمها . تفرح للكمه ورفسه وهو لا يدعها تستريح لحظة فإذا هداء عن الحركة خافت وقلقت وإذا تحرك فرحت وأستبشرت .. يالله الوان من العذاب الذي أظن لو صب على رجل مفتون العضلات لصاح حتى يسمعه الجار الأربعون أما هي فصابره محتسبه بل ضاحكه مبتسمه ..
هل تظنون ان الآلآم بالحمل تنتهي .. لا أسمع وأسمعي والنقل ما أعظمك أماه .. فإذا حل الشهر التاسع وأزف ساعة خروج الجنين للدنيا حلت الطامه فلا هو راغب في البقاء في الأحشاء ولا هو راضي بالخروج إلى دار الفناء وهنا الشدة التي لاتطاق والعقبه التي لا تدلل ثم هو لا يخرج في بعض الأحيان بسهوله فيمزق اللحم أو يضطرب البطن أو تسلط عليه آلة الضغط والطبيبه تقطع لحم أمه والممرضه تجهد في سحبه ثم تتسابق وروحها في الخروج وكثيراً ما تسبق الروح فتموت الأول ويحيا هو وإذا كان لها فسحة في الأجل أفاقت من بعد هذه المعركة حتى إذا أفاقت رأته جانبها وتقول فداك روحي يالله .. ماهذا الحنان .. تقاسي ما تقاسي ثم تتمنى أن تموت ويحيا هو ..
عن أنس قال أرتقى النبي -صلى الله عليه وسلم- درجة على المنبر فقال آمين ثم أرتقى الثانيه فقال آمين ثم أرتقى الثالثه فقال آمين ثم أستوى فجلس فقال أصحابه على ماذا أنت يارسول الله ؟ قال : آتاني جبريل فقال رغم أنف أمرءً ذكرت عنده فلم يصلي عليك فقالت آمين .. ثم قال رغم أنف أمرءً أدرك أبويه ولم يدخل الجنة فقلت آمين .. فقال رغم أنف امرءً أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين ..
قد يقول القائل لماذا الأم دون الأب قلت : أن فضل الأب كبير ولكن فضل الأم أكبر ..
قال تعالى 🙁 ووصينا الإنسان بوالديه أحساناً حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهراً )
قال ابن عطيه : ذكر الله الأم في هذه الآية في أربع مراتب والأب في مرتبة واحده جمعتهم مع الأم في قوله بوالديه ثم ذكر الحمل للأم ثم الوضع لها ثم الرضاع الذي عبر عنه بالفصال .. فقدرها عظيم ومكانتها كبيره وفضلها لا يعرفه إلا الله ..
مفرغ من
إصدار بنات 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
يقول أحدهم :
الآن عرفت معنى قولهم ليس من سمع كمن رآى .. يقول لقد سمعت أحاديث كثيره وكلاماً كثيراً عن عظيم فضل الأم .. وكنت كغيري أسمع ما أسمع ولا يككاد ما أسمع يتجاوز سوى أذني .. قد يهزني كلاماً جميلاً وقد أحرك رأسي لأبيات جميلة ..
لكن الله أراد لي الخير أذ وجدت نفسي أتابع مراحل حمل زوجتي خطوة بخطوة وحين دخلت المسكينة في شهرها التاسع وتجاوزته القليل تخيلت نفسي أنا ذلك المتكور في هذا البطن المنتفخ ..
وأنا أراقب بدأت أستشعر عن تلك المعاني التي سمعتها طويلاً وكثيراً عن عظيم فضل الأم .. لقد رأيت ثم رأيت أن هذه المرأة الجليلة الأم لم يوصوفها الناس مهما زخرفوا الأقوال ورققوا العبارات ومططو الكلام والله لن يكافئها على الحقيقة إلا الله وحده ..
ولذلك قالوا : أجر الوالدين على الله ..
يقول مواصلاً كلامه : ليت المعاني تسعفني لأقرب الحقيقة لقد تتبعتها ليالي وأيام خلال أواخر شهرها التاسع فماذا رأيت رحماك يارب أيستطيع الإنسان أن يتحمل كل هذه الآلآم .. لقد رأيتها تتحمل كل ذلك فضل وسعاده ومرات ومرات رأيتها وسمعتها وهي لا تدري وهي تطلق صرخه متوجعه فأحس مرارة ألمها قد أنطلق إلى قلبي مباشرة .. فأجالد نفسي حتى لا تفضحني عيناي .. ثم أفاجأ بعد لحظه أنها تتبسم متناسية تلك الآلآم وهي تشير إلى بطنها وهي تقول كم أحب يا صغيري وكم أنا مشتاقه لرؤياك ..
أراها إذا تحركت تألمت وإذا جلست تألمك وإذا أضطجعت صرخت وإذا مشت تعبت وإذا حاولت ترجع للنوم تعذبت .. فهي لا تستطيع ان تتقلب على فراشها على راحتها كما كانت قبل هذا الحمل الثقيل .. ومع هذا كله فهي لا زالت مطالبه للغايه بالأهتمام باليبت وشؤؤنه الداخليه ومتابعة الصغار ونظافتهم وإطعامهم وغسلهم ونومهم ..
ومع هذا كله تراها مبتسمه وتقول خذ مني دروساً يا صبر .. جرب نفسك بتكون أماً هل يستطيع رجلاً واحداً أن يتحمل البقاء مع الطفل في الثانية أو الثلاثة لساعات قبل أن يدعو على نفسه بالويل والثبور .. إنها والله وحدها الأم التي تتحمل ذلك .. راضيه متبسمه .. تأمل هذا المنظر وهي جالسه قد ألتف عليها صغارها لتشجع ذلك ليأكل والثاني تداعبه وتسقي الثالث بعد محاولات وتضحك مع أصغرهم ليقبل على وجبته .. كل ذلك وهي تجلس بينهم جلسه غير طبيعية يكاد كل مفصل منها يأن على حده يشتكي ويتوجع وهي مع ذلك صابرة ولا تزال تبتسم وتشجع وتسقي وتداعب ثم فجأ تصرخ صرخه خافته فلقد تلقت من الجنين لكمه محكمة تحت الحزام فتسارع لتغيير جلستها .. وما أن تستوي عظامها حتى تعاود للإبتسام كأن شيء ما كان ..
يسجل الجنين لكمة أخرى محكمه كأنه يقول لها أنا هنا أمها . تفرح للكمه ورفسه وهو لا يدعها تستريح لحظة فإذا هداء عن الحركة خافت وقلقت وإذا تحرك فرحت وأستبشرت .. يالله الوان من العذاب الذي أظن لو صب على رجل مفتون العضلات لصاح حتى يسمعه الجار الأربعون أما هي فصابره محتسبه بل ضاحكه مبتسمه ..
هل تظنون ان الآلآم بالحمل تنتهي .. لا أسمع وأسمعي والنقل ما أعظمك أماه .. فإذا حل الشهر التاسع وأزف ساعة خروج الجنين للدنيا حلت الطامه فلا هو راغب في البقاء في الأحشاء ولا هو راضي بالخروج إلى دار الفناء وهنا الشدة التي لاتطاق والعقبه التي لا تدلل ثم هو لا يخرج في بعض الأحيان بسهوله فيمزق اللحم أو يضطرب البطن أو تسلط عليه آلة الضغط والطبيبه تقطع لحم أمه والممرضه تجهد في سحبه ثم تتسابق وروحها في الخروج وكثيراً ما تسبق الروح فتموت الأول ويحيا هو وإذا كان لها فسحة في الأجل أفاقت من بعد هذه المعركة حتى إذا أفاقت رأته جانبها وتقول فداك روحي يالله .. ماهذا الحنان .. تقاسي ما تقاسي ثم تتمنى أن تموت ويحيا هو ..
عن أنس قال أرتقى النبي -صلى الله عليه وسلم- درجة على المنبر فقال آمين ثم أرتقى الثانيه فقال آمين ثم أرتقى الثالثه فقال آمين ثم أستوى فجلس فقال أصحابه على ماذا أنت يارسول الله ؟ قال : آتاني جبريل فقال رغم أنف أمرءً ذكرت عنده فلم يصلي عليك فقالت آمين .. ثم قال رغم أنف أمرءً أدرك أبويه ولم يدخل الجنة فقلت آمين .. فقال رغم أنف امرءً أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين ..
قد يقول القائل لماذا الأم دون الأب قلت : أن فضل الأب كبير ولكن فضل الأم أكبر ..
قال تعالى 🙁 ووصينا الإنسان بوالديه أحساناً حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهراً )
قال ابن عطيه : ذكر الله الأم في هذه الآية في أربع مراتب والأب في مرتبة واحده جمعتهم مع الأم في قوله بوالديه ثم ذكر الحمل للأم ثم الوضع لها ثم الرضاع الذي عبر عنه بالفصال .. فقدرها عظيم ومكانتها كبيره وفضلها لا يعرفه إلا الله ..
مفرغ من
إصدار بنات 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
التعليقات 0