فهد بن سعيد وحيد الجزيرة
من منا لا يعرف هذا الرجل ؟
( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة السلام على سيدنا محمد ..
أيها الأخوة في الله .. أحييكم بتحية الإسلام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. معكم أخوكم : فهد بن سعيد بن عبدالله السعيد الملقب بـ وحيد الجزيرة أيام الغفلة والآن إن شاء الله وحيد الإسلام، العمر متجاوز الـ 40 )
إنه الفنان : فهد بن سعيد السعيد .. الفنان الشعبي الكبير الذي يعرفه الصغير والكبير .. فهد الذي خاف المصير وهجر الفن الحقير حتى رجع إلى الله تعالى وهو فقير .. حياة فهد بن سعيد طويلة لكن سأعيش معكم ستت مشاهد من حياة هذا الرجل كلها ملئية بالأسرار ..
المشهد الأول : إبن سعيد الفنان في هذا المشهد أعرض لكم صورة سريعة لأبن سعيد الفنان لا أعرضها لتمجيد الفن المحرم ولا لتزين غناء الباطل، لكن أعرضها ليعلم وليدرك الشباب وأهل الفن أن هذا الرجل كان يقف على قمة الشهرة والنجومية ثم رماها وراء ظهره خوفاً من الله تعالى ..
بدأ فهد بن سعيد في حياة الفن في بداية الثمانيات من الهجرة دخل عالم الأسطوانات ثم عالم الإذاعة في التسعينات وسجل للتلفاز والإذاعات عدد من الأغاني، سافر فهد لتسجل أغاني خارج المملكة مرت الأيام حتى تحول فهد بن سعيد إلى أكبر نجوم الفن الشعبي في المملكة وفي الخليج، صدر لهذا الرجل أكثر من 400 شريط غنائي جعلته الفنان الشعبي الأول في المملكة، وبلغت أحد أشرطته الغنائية شرائها مليون ريال، وأنهانت عليه الألقاب : أبو خالد، فتى الوادي، وحيد الجزيرة، أسطورة الفن الشعبي، وبسبب براعته في العزف كان يلقب بملك العود، هكذا كانت حياته في الغناء ..
هل كان سعيداً ؟ .. يا فهد هل كنت سعيداً ؟
بصوت فهد ( والله كانت حياتي تعاسة والله ما كانت حياة سعيده أبداً، نطارد ورى هذه المخدرات، نطارد ورى هؤلاء الشياطين شياطين الإنس )
هذا هو فهد بن سعيد كيف تاب ومتى أناب دعونا ننتقل إلى المشهد الثاني ابن سعيد والميلاد الجديد :
بعد سنوات من الضياع يقبض فهد بن سعيد في أحد القضايا فيقضي عقوبة السجن في إصلاحية حائل لمدة 4 سنوات
في يوم من الأيام في عام 1408 هـ كان أحد الدُعاة وهو الشيخ عبد المحسن محمود -وفقه الله- يدخل لإصلاحية حائل ثم دخل إلى العنبر الذي يقضي فيه فهد بن سعيد العقوبة، عندما علم من في السجن أن الشيخ عبدالمحسن يريد مقابلته نصحوه أن لا يقابله، يا شيخ ابن سعيد لا يمكن أن يتوب أنت ما تعرفه، لكن الشيخ أصر على مقابلته وأن يذكره للحق، دخل الشيخ على بن سعيد وأخذ يذكره بالله سبحان الله بدأ بن سعيد قلبه الميت ينتفض حياً ويذكر ويخشى وفي لحظة ندم وتذكر الله أتخذ ابن سعيد القرار الشجاع ورمى الشهرة والجماهير ورى ظهره وتاب إلى ربه ..
بصوت بن سعيد : ( بداية الهداية الفضل إلى الله أولاً ثم بتوجيهات الأخوة والدعاة جزاهم الله عني ألف خير، زارني أحد الأخوة جزاه الله ألف خير وهو عبد المحسن بن عمر الحمود ذكرني من أكون ولماذا خلقت وأتى ألي بعض الكتيبات ووجدت نفسي أني أسير في طريق لا شيء، فالحمد الله على نعمة الإسلام والحمد الله على رجوعي إلى الله )
ما أجمل لحظات التوبة .. ما أجمل الدعوة إلى الله .. لرجل واقع في مجال الفن واقع في مستنقع الرذيلة .. لقد تعلم فهد الذي طار قلوب الشباب به وصد الناس بالغناء عن رب العالمين أن له رب غفوراً رحيماً يقبل التوب والذنب لمن رجع إليه ويعفو عن السيئات ويبدلها حسنات .. إنها والله رسالة نبعثها عن طريق بريد المحبة إلى كل عاصي ومذنب يريد الهداية رسالة أن ينكسر بين يدي الله تعالى خاشعاً باكياً نادماً، فو الله ثم والله لا يرده الله الكريم العفور الحليم .. بعد هذا القرار الشجاع مرت الأيام وخرج فهد بن سعيد من السجن وأستقبل الحياة الجديد وكان من توفيق الله عزوجل أنه ألتقى بعدد من الدُعاة
كـ الشيخ سعد البريك والشيخ صالح الحمودي وفقهم الله، وأذكر أني في تلك السنة التي تاب فيها فهد بن سعيد
صليت العشاء في أحد المساجد وبعد الصلاة قام أحد الأخوة وألقى كلمة وبعد أن أنتهى أعلن المفاجأة، قال : معكم الآن الفنان التائب فهد بن سعيد ، تعجب الناس قام فهد وكأنه أمامي تكلم كلمات يسيرة تكلم عن توبته ودعا الشباب إلى الرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه ..
المشهد الثالث : من حياة فهد بن سعيد والمعاناة ..
بعد الهداية بدأ فهد البحث عن عمل لم يكن معه شهادات أو مؤهلات علمية، عمل في البداية في أحد التسجيلات الإسلامية بالرياض فسعى معه أهل الخير فزوجوه، وأذكر أنه سكن في نفس الحي الذي كنا نسكن فيه بالرياض، أتذكر والله لك الرجل صاحب الابتسامة كنا نصلي سوياً ونذهب إلى المسجد ويأتي معنا إلى المسجد من أهل الخير ويسألون عن أحواله، مضت الأيام ولم يحصل التوفيق بينه وبين زوجته فحصل الطلاق، ثم أنطلق إلى القصيم حيث تزوج من زوجته الأخيرة وفي هناك بالقصيم بحث فهد عن وظيفة فلم يجد سوى وظيفة حارس مدرسة، كانت الوظيفة لا يتجاوز راتبها 1500 ريال
ومع هذا رضي فهد بهذه الوظيفة وسكن هو وزوجته في منزل حارس المدرسة، نعم رضي مع شدة المغريات له من كل جانب ..
بعد أيام من الصبر يرزق فهد بعد أن تجاوز الـ 50 بولده الأول ..
تقول زوجته : لم تكن الفرحة تفارق مُحياه، لما بلغ عبد الله الخامسة كان يأخذه معه إلى المسجد حتى لصلاة الفجر، كان يقول لي : أريده أن يعرف طريق الحق من بداية حياته ..
في القصيم عاش فهد وحيداً فقيراً لا يملك منزل ولا رصيد في البنك كان راتبه المتواضع ينتهي خلال 10 أيام ويتكلف أهل الخير بمساعدته بقية الشهر، ومع هذا كما تقول زوجته: كان شديد التوكل الله دائماً يردد: ( ومن يتقي الله يجعل له مخرج ويرزقه من حيث لا يحتسب ) إنه كنز القناعة والرضاء .. إنه أيها الأحبة كنز التوكل على الله تعالى .. يا ابن سعيد لستُ وحيداً لأن معك الواحد الله .. يا ابن سعيد لست بمهين لأن العزة بالدين والشرف بالصبر واليقين ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
ننتقل أيها الأحبة إلى المشهد الرابع من حياة ابن سعيد .. ابن سعيد والابتلاء ..
لم تكن توبة ابن سعيد والثبات بالأمر السهل .. فقد توالت عليه الابتلاءات .. قالوا له : كيف يا وحيد الجزيرة تترك جمهورك أين يذهب هذا الصوت الجميل .. يا فهد تريد أن تكون مثل القارئ فلان أنت لا تصلح للاستقامة .. بل خاطبه بعض السفهاء علناً في بعض الصحف وقالوا : كيف تضيع جمهورك ؟ كل الناس يحبونك ويشترون أشرطتك ..
ومع هذا فقد كان فهد جبل شامخاً أمام كل هذه المغريات .. ثم جاء الامتحان الأكبر له .. تقول زوجته في يوم من الأيام حضر إلى منزلنا رجلين من أحد الشركات الغنائية وعرضوا على فهد شيك بمبلغ يفوق مليون ريال مع البيت والسيارة مقابل أن توقع عقد حقوق فنية ويعود للغناء ..
تقول زوجته كانت حالتنا المادية سيئة جداً، لكن فهد رد عليهم بقوله : ما عند الله خير وأبقى، في اليوم الثاني عاد الرجلين وقدموا العرض بصورة موسعه ومغرية أكثر وحاولوا .. لكن فهد أعاد لهم الكلام الذي قاله بالأمس: ما عند الله خير وأبقى
وكان يقول لو أعطيت أموال قارون ما عدت إلى الغناء .. ويستمر فهد بالابتلاءات ..
في يوم من الأيام يتلقى فهد عرض بـ 100000 ريال مقابل إحياء ليلة واحده فقط للغناء .. ثم تلقى عرض آخر وقالوا: لا نريد أن تغني أنت لا تريد لكن نريدك فقط أن تكون ملحناً براتب يترتب بـ 15000 ألف ريال إضافة إلى سكن وسيارة .. ومع ذلك ثبته الله سبحانه وتعالى
عندما كنا في القصيم يحدثني أحد المقربين إلى فهد .. عرضنا عليه في آخر أيامه أن ينشد لنا أناشيد المباحة في التسجيلات الإسلامية .. فرفض جداً وهو لا يريد أن يعود إلى هذا الباب .. الله أكبر إنها صورة عظيمة ودرس هام في الثبات والصبر على الابتلاء والمغريات ..
قال تعالى:( احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
أخي الكريم .. ليست القضية أن تعرف الحق.. وليست القضية أن تسلك طريق الحق.. لكن القضية أن تثبت على قمة الجبل أمام الأعاصير أن تصبر وتضحي في سبيل الله كما ضحى رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام بأموالهم وأنفسهم وهاجروا من ديارهم ابتغاء وجه ربه .. فكن أخي مؤمناً صادقاً ثابتاً على الطريق ولو قل الرفيق .. أثر في الآخرين ولا تتأثر .. غير ولا تتغير ..
ننتقل إلى المشهد الخامس من حياة ابن سعيد .. ابن سعيد سعيد ..
بعد التوبة أصبح لأبن سعيد حظاً من أسمه سعيد .. بدأ بالدعوة إلى الله عن طريق اللقاءات والمحاضرات .. تقول زوجته : أتى بعض الشباب الصالحين إليه في منزله وقالوا : لقد عدنا إلى الله وكانت توبتك أثر في حياتنا .. وكانت آخر مشاركاته الدعوية مشاركه في موسم الحج المخيم بالقصيم الدعوي .. كان فهد إذا تذكر زملائه الفنانين دعا لهم بقلب صادق بالهداية والرجوع إلى الله .. كان محبوب للجميع أبيض القلب لا يحمل الحقد ولا الحسد رحيماً عطوفاً يحب مساعدة الآخرين.. وكان في أيامه الأخيرة ومع شدة فقره يصل بعض ما يأتيه من بعض الصالحين إلى الفقراء .. حتى طلاب المدرسة الصغار شهدوا على فهد طيبته وأخلاقه وحبه للخير ..
هذا أحد الطلاب يقول : في يوم من الأيام خرجت من المسجد بعد صلاة العشاء رأيت رجلاً يقدم العشاء لعامل المسجد، يقول : لما دنوت من الرجل اكتشفت أنه فراش المدرسة فهد .. وهذا طالب مدرسة يقول : كنا في المدرسة هناك خبز متناثر من بعض الطلاب بعد تناوله للسندويتشات .. لما مر فهد على هذا الخبز المتناثر نظر إلى بنظرة حزن ويرفعه من على الأرض ويقول : هذا جزاء شكر النعمة هذا جزاء شكر الله .. هكذا كان فهد بعد هدايته
كان فهد كما ينقل اهل القصيم وزملائه في المدرسة يبكر إلى الصف الأول في المسجد في المدرسة ويبكر إلى الصلاة في الجماعة .. نعم والله أيها الأخوة الكرام لقد وجد فهد بعد ضياع من السنوات وجد الحياة السعيدة واللذة الحقيقية أين ؟ وجدها في الإيمان والعمل الصالح ..
بصوت فهد بن سعيد ..
يقول ( والله عرفت السعادة الحقيقة بعد الرجوع إلى الله تعالى، سابقاً أبو خالد ووحيد الجزيرة وطقطقة لكن والله هاذي
ما هي سعادة يا جماعة الخير )
دعونا ننتقل أيها الأحبة إلى المشهد الأخير من حياة هذا الرجل الفقيد ..
كان فهد كما تقول زوجته يذهب بالسيارة مبكراً إلى صلاة الجمعة ومن عادته كان يأخذ معه ولده عبدالله ويأخذ معه جاراً له كبير في السن
تجاوز الـ 80 من عمره ثم بعد انتهاءه من الصلاة يرجعه معه يتناول الغداء معه .. في يوم الجمعة الأول من شهر الربيع الأول عام 1424 هـ
ذهب فهد كعادته إلى صلاة الجمعة مبكراً وكان في ذلك اليوم شعر بألم في قلبه بينما هو في المسجد سقط على الأرض حمله أحد المصلين وأعاده إلى البيت، في اليوم الثاني وهو السبت أشدت عليه المرض وكان يطلب من زوجته أن تقرأ عليه بعض آيات القرآن، ثم في اليوم الثاني وهو الأحد لم ينم فهد في تلك الليلة في صباح يوم الأحد أفطر فهد على حبتين من التمر .. ثم قال كلمات حزينة لزوجته المسكينة: أحس أني سأغادر إلى الآخرة .. صل الفجر وأنشغل بالذكر والصلاة لم يعد يتحدث معي فانه كان يذكر الله ويسبح ويهلل إلى ما بعد صلاة الظهر ..
ثم دنت ساعة الرحيل .. ها هو فهد يقوم ليتوضأ لصلاة الظهر فيتعرض إلى أزمة قلبية يسقط فهد أمام دورة المياة قدام زوجته المسكينة تنفجع زوجته من شدة الموقف عليها، أتصلت بالهلال الأحمر لينقل إلى مستشفى الملك فهد ببريده ..
وفي داخل سيارة الإسعاف كانت اللحظات المحزنة.. تقول: زوجته كان فهد يرفع صوته بالتسبيح والاستغفار وطلب الثبات مما جعلني أنهار ولم أتمالك نفسي إلا بالبكاء .. وقبل وصولنا إلى المستشفى نزل القضاء ففاضت روحه إلى السماء ونفض فهد أنفاسه الأخيرة..
نعم لقد رحل الرجل .. رحل البطل .. رحل صاحب القرار الشجاع.. رحل فهد بن سعيد الذي رفض الملايين ورضى عيشة المساكين.. رحل الذي باع الدنيا بالأخرة ورضي بالزهد دون الشهرة .. رحل وجعل الناس يبكون عليه بالقصيم .. في المستشفى تزدحم بمئات الأشخاص الذين سمعوا خبر وفاته..
ينقل هذه الصورة مسؤول ثلاجة الموتى بالمستشفى : دخل الشباب على فهد ليلقوا النظرة الأخيرة على فهد والدموع تملء أعينهم ويقبلون رأسه ويدعون له بالرحمة والمغفرة ..
ويقول مسؤول فني أشعة : دخلت على فهد لكِ أودعه الوداع الأخير فإذا أجده مبتسماً ابتسامة عرضية وإذا البياض يكسو وجهه مع أني أعلم أن فهد كان أسمر البشرة .. يقول : لما رأيته بكيت بكيت لما رأيت من حسن خاتمته ..
ويعيد وكيل المدرسة إلى منزل بن سعيد وإذا بالمشهد المؤلم .. يطرق الوكيل الباب فيخرج له أبناء فهد فيقول أبنه للوكيل أكيد أبوي مات بدأت بتهدئتهم ثم تنطق بنته بكل براءة : أبوي مات من يمشينا بالسيارة ..
وبعد ذلك مشاهد الجثمان والدفن ..
نقل ابن سعيد إلى جامع الخليج ببريده وشهد الجامع ازدحام كبير جداً امتلأت الشوارع المحيطة بالمسجد افترشوا بالإسفلت التحمت أشعة الشمس المحرقة .. الآلاف من الناس لم يستطيعوا الصلاة عليه في الجامع نظراً لضيق المكان ولم يصلوا عليه إلا في المقبرة .. بعد الصلاة حملت الجنازة إلى المقبرة على الأقدام ومع شدة الزحام لم تصل الجنازة إلى المقبرة إلا بعد ساعة إلا ربع .. تسلق بعض الناس سور المقبرة ليشاهدوا الدفن ويسمعوا البكاء والنشيج في المقبرة .. وضع ابن سعيد في قبره وأثيم التراب عليه لتكون خاتمته أعلى من حياته..
موقفين متشابهين أيها الأحبة:
الموقف الأول في عام 1395 هـ عندما قام ابن سعيد حفلاً غنائياً وكان الحضور كبيراً حتى من شدة الزحام البعض تسلق الأسوار ليحضر الحفل، أما اليوم في يوم الجنائز يزدحم الآلاف على جنازة فهد بن سعيد ويتسلقوا أسوار المقبرة لا يشاهدوا إلى حفلة ابن سعيد الغناء المحرم بل ليشاركوا في دفنه ويستغفروا الله له وشتان بين الموقفين ..
دفن بن سعيد .. ورجع الناس وكان بالموقف المحزن كما نقل بعض الأخوة .. أولاده الأربعة أمام باب المدرسة أمام باب فراش المدرسة وبجوارهم سيارة والدهم التي لم تتحرك منذ ظهر السبت .. طار الخبر في الآفاق .. نشر خبر وفاة بن سعيد في كثير من مواقع شبكة
الأنترنت .. أعداد هائلة من معجبين بهذا الفنان ألقابهم : عاشق بفهد بن سعيد ، مفتون بوحيد الجزيرة، يا بن سعيد حبك يزيد، متيم بن خالد .. والبعض ينقل غنائه والآخر يسمع لأغنية لها .. ويأتيهم خبر وفاته .. في اليوم الذي نشر خبر وفاته يتأثر الشباب بهذا الخبر ..
وتنتشر التوقيعات والمطالبات من أعضاء بعض المنتديات بحذف أغاني فهد بن سعيد ., بل رأيت من أعضاء بعض المنتدى
من محبي فهد بن سعيد يدعو إخوانه من الشباب إلى التوبة من الأغاني اقتداء بهذا الرجل وسيرته العطرة ..
رسالة من القلب إلى الشباب.. إلى أهل الفن.. إلى كل فنان.. إلى كل مستمع إلى الفن..
أيها المبارك .. خذ نصيحة أخت محب لك ومشفق قبل أن تشدو بصوتك وتتلاعب بأوتار عودك أو تستمع إلى فنانك .. أسأل نفسك بصدق .. هل عملي هذا يرضي الله ؟
ماذا لو نزل بي الموت وأنا أغني ..؟ هل سأقول لا إله إلا الله ؟
أخي الكريم : هل أعددت السؤال جواباً عندما تقف بين يدي الله عز وجل ؟
إذا نصبت الموازين .. وطارت الصحف .. هل يوضع الغناء في كفت الحسنات أم في كفت السيئات ؟
أخي الكريم : والله إني خائف عليك من خاتمة السوء .. خائف عليك من أن يصب في أذنك الرصاص المُذاب .. فعد أخي إلى ربك يغفر ذنبك ويحسن خاتمتك ..
أحبتي الكرام .. ونحن نودع فهد بن سعيد لا نسى أن نذكركم بوصيته التي كان ينادي بها قبل وفاته .. حيث يقول :
بصوت فهد ( أخوتي في الله أعرف أن من الشباب من كان يشجع أبو خالد .. والله لن أنفعكم بشيء .. يوم يفر المرء من أخيه وأمه وبنيه وصاحبته وأخيه .. ما راح أنفعكم بشيء .. أرجعوا إلى الواحد الأحد .. هو الذي ينفع الجميع )
والله يا فهد لقد وعظتنا حياً وميتاً نسأل الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته .. ويجمعنا بك في جناته .
مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
من منا لا يعرف هذا الرجل ؟
( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة السلام على سيدنا محمد ..
أيها الأخوة في الله .. أحييكم بتحية الإسلام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. معكم أخوكم : فهد بن سعيد بن عبدالله السعيد الملقب بـ وحيد الجزيرة أيام الغفلة والآن إن شاء الله وحيد الإسلام، العمر متجاوز الـ 40 )
إنه الفنان : فهد بن سعيد السعيد .. الفنان الشعبي الكبير الذي يعرفه الصغير والكبير .. فهد الذي خاف المصير وهجر الفن الحقير حتى رجع إلى الله تعالى وهو فقير .. حياة فهد بن سعيد طويلة لكن سأعيش معكم ستت مشاهد من حياة هذا الرجل كلها ملئية بالأسرار ..
المشهد الأول : إبن سعيد الفنان في هذا المشهد أعرض لكم صورة سريعة لأبن سعيد الفنان لا أعرضها لتمجيد الفن المحرم ولا لتزين غناء الباطل، لكن أعرضها ليعلم وليدرك الشباب وأهل الفن أن هذا الرجل كان يقف على قمة الشهرة والنجومية ثم رماها وراء ظهره خوفاً من الله تعالى ..
بدأ فهد بن سعيد في حياة الفن في بداية الثمانيات من الهجرة دخل عالم الأسطوانات ثم عالم الإذاعة في التسعينات وسجل للتلفاز والإذاعات عدد من الأغاني، سافر فهد لتسجل أغاني خارج المملكة مرت الأيام حتى تحول فهد بن سعيد إلى أكبر نجوم الفن الشعبي في المملكة وفي الخليج، صدر لهذا الرجل أكثر من 400 شريط غنائي جعلته الفنان الشعبي الأول في المملكة، وبلغت أحد أشرطته الغنائية شرائها مليون ريال، وأنهانت عليه الألقاب : أبو خالد، فتى الوادي، وحيد الجزيرة، أسطورة الفن الشعبي، وبسبب براعته في العزف كان يلقب بملك العود، هكذا كانت حياته في الغناء ..
هل كان سعيداً ؟ .. يا فهد هل كنت سعيداً ؟
بصوت فهد ( والله كانت حياتي تعاسة والله ما كانت حياة سعيده أبداً، نطارد ورى هذه المخدرات، نطارد ورى هؤلاء الشياطين شياطين الإنس )
هذا هو فهد بن سعيد كيف تاب ومتى أناب دعونا ننتقل إلى المشهد الثاني ابن سعيد والميلاد الجديد :
بعد سنوات من الضياع يقبض فهد بن سعيد في أحد القضايا فيقضي عقوبة السجن في إصلاحية حائل لمدة 4 سنوات
في يوم من الأيام في عام 1408 هـ كان أحد الدُعاة وهو الشيخ عبد المحسن محمود -وفقه الله- يدخل لإصلاحية حائل ثم دخل إلى العنبر الذي يقضي فيه فهد بن سعيد العقوبة، عندما علم من في السجن أن الشيخ عبدالمحسن يريد مقابلته نصحوه أن لا يقابله، يا شيخ ابن سعيد لا يمكن أن يتوب أنت ما تعرفه، لكن الشيخ أصر على مقابلته وأن يذكره للحق، دخل الشيخ على بن سعيد وأخذ يذكره بالله سبحان الله بدأ بن سعيد قلبه الميت ينتفض حياً ويذكر ويخشى وفي لحظة ندم وتذكر الله أتخذ ابن سعيد القرار الشجاع ورمى الشهرة والجماهير ورى ظهره وتاب إلى ربه ..
بصوت بن سعيد : ( بداية الهداية الفضل إلى الله أولاً ثم بتوجيهات الأخوة والدعاة جزاهم الله عني ألف خير، زارني أحد الأخوة جزاه الله ألف خير وهو عبد المحسن بن عمر الحمود ذكرني من أكون ولماذا خلقت وأتى ألي بعض الكتيبات ووجدت نفسي أني أسير في طريق لا شيء، فالحمد الله على نعمة الإسلام والحمد الله على رجوعي إلى الله )
ما أجمل لحظات التوبة .. ما أجمل الدعوة إلى الله .. لرجل واقع في مجال الفن واقع في مستنقع الرذيلة .. لقد تعلم فهد الذي طار قلوب الشباب به وصد الناس بالغناء عن رب العالمين أن له رب غفوراً رحيماً يقبل التوب والذنب لمن رجع إليه ويعفو عن السيئات ويبدلها حسنات .. إنها والله رسالة نبعثها عن طريق بريد المحبة إلى كل عاصي ومذنب يريد الهداية رسالة أن ينكسر بين يدي الله تعالى خاشعاً باكياً نادماً، فو الله ثم والله لا يرده الله الكريم العفور الحليم .. بعد هذا القرار الشجاع مرت الأيام وخرج فهد بن سعيد من السجن وأستقبل الحياة الجديد وكان من توفيق الله عزوجل أنه ألتقى بعدد من الدُعاة
كـ الشيخ سعد البريك والشيخ صالح الحمودي وفقهم الله، وأذكر أني في تلك السنة التي تاب فيها فهد بن سعيد
صليت العشاء في أحد المساجد وبعد الصلاة قام أحد الأخوة وألقى كلمة وبعد أن أنتهى أعلن المفاجأة، قال : معكم الآن الفنان التائب فهد بن سعيد ، تعجب الناس قام فهد وكأنه أمامي تكلم كلمات يسيرة تكلم عن توبته ودعا الشباب إلى الرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه ..
المشهد الثالث : من حياة فهد بن سعيد والمعاناة ..
بعد الهداية بدأ فهد البحث عن عمل لم يكن معه شهادات أو مؤهلات علمية، عمل في البداية في أحد التسجيلات الإسلامية بالرياض فسعى معه أهل الخير فزوجوه، وأذكر أنه سكن في نفس الحي الذي كنا نسكن فيه بالرياض، أتذكر والله لك الرجل صاحب الابتسامة كنا نصلي سوياً ونذهب إلى المسجد ويأتي معنا إلى المسجد من أهل الخير ويسألون عن أحواله، مضت الأيام ولم يحصل التوفيق بينه وبين زوجته فحصل الطلاق، ثم أنطلق إلى القصيم حيث تزوج من زوجته الأخيرة وفي هناك بالقصيم بحث فهد عن وظيفة فلم يجد سوى وظيفة حارس مدرسة، كانت الوظيفة لا يتجاوز راتبها 1500 ريال
ومع هذا رضي فهد بهذه الوظيفة وسكن هو وزوجته في منزل حارس المدرسة، نعم رضي مع شدة المغريات له من كل جانب ..
بعد أيام من الصبر يرزق فهد بعد أن تجاوز الـ 50 بولده الأول ..
تقول زوجته : لم تكن الفرحة تفارق مُحياه، لما بلغ عبد الله الخامسة كان يأخذه معه إلى المسجد حتى لصلاة الفجر، كان يقول لي : أريده أن يعرف طريق الحق من بداية حياته ..
في القصيم عاش فهد وحيداً فقيراً لا يملك منزل ولا رصيد في البنك كان راتبه المتواضع ينتهي خلال 10 أيام ويتكلف أهل الخير بمساعدته بقية الشهر، ومع هذا كما تقول زوجته: كان شديد التوكل الله دائماً يردد: ( ومن يتقي الله يجعل له مخرج ويرزقه من حيث لا يحتسب ) إنه كنز القناعة والرضاء .. إنه أيها الأحبة كنز التوكل على الله تعالى .. يا ابن سعيد لستُ وحيداً لأن معك الواحد الله .. يا ابن سعيد لست بمهين لأن العزة بالدين والشرف بالصبر واليقين ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
ننتقل أيها الأحبة إلى المشهد الرابع من حياة ابن سعيد .. ابن سعيد والابتلاء ..
لم تكن توبة ابن سعيد والثبات بالأمر السهل .. فقد توالت عليه الابتلاءات .. قالوا له : كيف يا وحيد الجزيرة تترك جمهورك أين يذهب هذا الصوت الجميل .. يا فهد تريد أن تكون مثل القارئ فلان أنت لا تصلح للاستقامة .. بل خاطبه بعض السفهاء علناً في بعض الصحف وقالوا : كيف تضيع جمهورك ؟ كل الناس يحبونك ويشترون أشرطتك ..
ومع هذا فقد كان فهد جبل شامخاً أمام كل هذه المغريات .. ثم جاء الامتحان الأكبر له .. تقول زوجته في يوم من الأيام حضر إلى منزلنا رجلين من أحد الشركات الغنائية وعرضوا على فهد شيك بمبلغ يفوق مليون ريال مع البيت والسيارة مقابل أن توقع عقد حقوق فنية ويعود للغناء ..
تقول زوجته كانت حالتنا المادية سيئة جداً، لكن فهد رد عليهم بقوله : ما عند الله خير وأبقى، في اليوم الثاني عاد الرجلين وقدموا العرض بصورة موسعه ومغرية أكثر وحاولوا .. لكن فهد أعاد لهم الكلام الذي قاله بالأمس: ما عند الله خير وأبقى
وكان يقول لو أعطيت أموال قارون ما عدت إلى الغناء .. ويستمر فهد بالابتلاءات ..
في يوم من الأيام يتلقى فهد عرض بـ 100000 ريال مقابل إحياء ليلة واحده فقط للغناء .. ثم تلقى عرض آخر وقالوا: لا نريد أن تغني أنت لا تريد لكن نريدك فقط أن تكون ملحناً براتب يترتب بـ 15000 ألف ريال إضافة إلى سكن وسيارة .. ومع ذلك ثبته الله سبحانه وتعالى
عندما كنا في القصيم يحدثني أحد المقربين إلى فهد .. عرضنا عليه في آخر أيامه أن ينشد لنا أناشيد المباحة في التسجيلات الإسلامية .. فرفض جداً وهو لا يريد أن يعود إلى هذا الباب .. الله أكبر إنها صورة عظيمة ودرس هام في الثبات والصبر على الابتلاء والمغريات ..
قال تعالى:( احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
أخي الكريم .. ليست القضية أن تعرف الحق.. وليست القضية أن تسلك طريق الحق.. لكن القضية أن تثبت على قمة الجبل أمام الأعاصير أن تصبر وتضحي في سبيل الله كما ضحى رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام بأموالهم وأنفسهم وهاجروا من ديارهم ابتغاء وجه ربه .. فكن أخي مؤمناً صادقاً ثابتاً على الطريق ولو قل الرفيق .. أثر في الآخرين ولا تتأثر .. غير ولا تتغير ..
ننتقل إلى المشهد الخامس من حياة ابن سعيد .. ابن سعيد سعيد ..
بعد التوبة أصبح لأبن سعيد حظاً من أسمه سعيد .. بدأ بالدعوة إلى الله عن طريق اللقاءات والمحاضرات .. تقول زوجته : أتى بعض الشباب الصالحين إليه في منزله وقالوا : لقد عدنا إلى الله وكانت توبتك أثر في حياتنا .. وكانت آخر مشاركاته الدعوية مشاركه في موسم الحج المخيم بالقصيم الدعوي .. كان فهد إذا تذكر زملائه الفنانين دعا لهم بقلب صادق بالهداية والرجوع إلى الله .. كان محبوب للجميع أبيض القلب لا يحمل الحقد ولا الحسد رحيماً عطوفاً يحب مساعدة الآخرين.. وكان في أيامه الأخيرة ومع شدة فقره يصل بعض ما يأتيه من بعض الصالحين إلى الفقراء .. حتى طلاب المدرسة الصغار شهدوا على فهد طيبته وأخلاقه وحبه للخير ..
هذا أحد الطلاب يقول : في يوم من الأيام خرجت من المسجد بعد صلاة العشاء رأيت رجلاً يقدم العشاء لعامل المسجد، يقول : لما دنوت من الرجل اكتشفت أنه فراش المدرسة فهد .. وهذا طالب مدرسة يقول : كنا في المدرسة هناك خبز متناثر من بعض الطلاب بعد تناوله للسندويتشات .. لما مر فهد على هذا الخبز المتناثر نظر إلى بنظرة حزن ويرفعه من على الأرض ويقول : هذا جزاء شكر النعمة هذا جزاء شكر الله .. هكذا كان فهد بعد هدايته
كان فهد كما ينقل اهل القصيم وزملائه في المدرسة يبكر إلى الصف الأول في المسجد في المدرسة ويبكر إلى الصلاة في الجماعة .. نعم والله أيها الأخوة الكرام لقد وجد فهد بعد ضياع من السنوات وجد الحياة السعيدة واللذة الحقيقية أين ؟ وجدها في الإيمان والعمل الصالح ..
بصوت فهد بن سعيد ..
يقول ( والله عرفت السعادة الحقيقة بعد الرجوع إلى الله تعالى، سابقاً أبو خالد ووحيد الجزيرة وطقطقة لكن والله هاذي
ما هي سعادة يا جماعة الخير )
دعونا ننتقل أيها الأحبة إلى المشهد الأخير من حياة هذا الرجل الفقيد ..
كان فهد كما تقول زوجته يذهب بالسيارة مبكراً إلى صلاة الجمعة ومن عادته كان يأخذ معه ولده عبدالله ويأخذ معه جاراً له كبير في السن
تجاوز الـ 80 من عمره ثم بعد انتهاءه من الصلاة يرجعه معه يتناول الغداء معه .. في يوم الجمعة الأول من شهر الربيع الأول عام 1424 هـ
ذهب فهد كعادته إلى صلاة الجمعة مبكراً وكان في ذلك اليوم شعر بألم في قلبه بينما هو في المسجد سقط على الأرض حمله أحد المصلين وأعاده إلى البيت، في اليوم الثاني وهو السبت أشدت عليه المرض وكان يطلب من زوجته أن تقرأ عليه بعض آيات القرآن، ثم في اليوم الثاني وهو الأحد لم ينم فهد في تلك الليلة في صباح يوم الأحد أفطر فهد على حبتين من التمر .. ثم قال كلمات حزينة لزوجته المسكينة: أحس أني سأغادر إلى الآخرة .. صل الفجر وأنشغل بالذكر والصلاة لم يعد يتحدث معي فانه كان يذكر الله ويسبح ويهلل إلى ما بعد صلاة الظهر ..
ثم دنت ساعة الرحيل .. ها هو فهد يقوم ليتوضأ لصلاة الظهر فيتعرض إلى أزمة قلبية يسقط فهد أمام دورة المياة قدام زوجته المسكينة تنفجع زوجته من شدة الموقف عليها، أتصلت بالهلال الأحمر لينقل إلى مستشفى الملك فهد ببريده ..
وفي داخل سيارة الإسعاف كانت اللحظات المحزنة.. تقول: زوجته كان فهد يرفع صوته بالتسبيح والاستغفار وطلب الثبات مما جعلني أنهار ولم أتمالك نفسي إلا بالبكاء .. وقبل وصولنا إلى المستشفى نزل القضاء ففاضت روحه إلى السماء ونفض فهد أنفاسه الأخيرة..
نعم لقد رحل الرجل .. رحل البطل .. رحل صاحب القرار الشجاع.. رحل فهد بن سعيد الذي رفض الملايين ورضى عيشة المساكين.. رحل الذي باع الدنيا بالأخرة ورضي بالزهد دون الشهرة .. رحل وجعل الناس يبكون عليه بالقصيم .. في المستشفى تزدحم بمئات الأشخاص الذين سمعوا خبر وفاته..
ينقل هذه الصورة مسؤول ثلاجة الموتى بالمستشفى : دخل الشباب على فهد ليلقوا النظرة الأخيرة على فهد والدموع تملء أعينهم ويقبلون رأسه ويدعون له بالرحمة والمغفرة ..
ويقول مسؤول فني أشعة : دخلت على فهد لكِ أودعه الوداع الأخير فإذا أجده مبتسماً ابتسامة عرضية وإذا البياض يكسو وجهه مع أني أعلم أن فهد كان أسمر البشرة .. يقول : لما رأيته بكيت بكيت لما رأيت من حسن خاتمته ..
ويعيد وكيل المدرسة إلى منزل بن سعيد وإذا بالمشهد المؤلم .. يطرق الوكيل الباب فيخرج له أبناء فهد فيقول أبنه للوكيل أكيد أبوي مات بدأت بتهدئتهم ثم تنطق بنته بكل براءة : أبوي مات من يمشينا بالسيارة ..
وبعد ذلك مشاهد الجثمان والدفن ..
نقل ابن سعيد إلى جامع الخليج ببريده وشهد الجامع ازدحام كبير جداً امتلأت الشوارع المحيطة بالمسجد افترشوا بالإسفلت التحمت أشعة الشمس المحرقة .. الآلاف من الناس لم يستطيعوا الصلاة عليه في الجامع نظراً لضيق المكان ولم يصلوا عليه إلا في المقبرة .. بعد الصلاة حملت الجنازة إلى المقبرة على الأقدام ومع شدة الزحام لم تصل الجنازة إلى المقبرة إلا بعد ساعة إلا ربع .. تسلق بعض الناس سور المقبرة ليشاهدوا الدفن ويسمعوا البكاء والنشيج في المقبرة .. وضع ابن سعيد في قبره وأثيم التراب عليه لتكون خاتمته أعلى من حياته..
موقفين متشابهين أيها الأحبة:
الموقف الأول في عام 1395 هـ عندما قام ابن سعيد حفلاً غنائياً وكان الحضور كبيراً حتى من شدة الزحام البعض تسلق الأسوار ليحضر الحفل، أما اليوم في يوم الجنائز يزدحم الآلاف على جنازة فهد بن سعيد ويتسلقوا أسوار المقبرة لا يشاهدوا إلى حفلة ابن سعيد الغناء المحرم بل ليشاركوا في دفنه ويستغفروا الله له وشتان بين الموقفين ..
دفن بن سعيد .. ورجع الناس وكان بالموقف المحزن كما نقل بعض الأخوة .. أولاده الأربعة أمام باب المدرسة أمام باب فراش المدرسة وبجوارهم سيارة والدهم التي لم تتحرك منذ ظهر السبت .. طار الخبر في الآفاق .. نشر خبر وفاة بن سعيد في كثير من مواقع شبكة
الأنترنت .. أعداد هائلة من معجبين بهذا الفنان ألقابهم : عاشق بفهد بن سعيد ، مفتون بوحيد الجزيرة، يا بن سعيد حبك يزيد، متيم بن خالد .. والبعض ينقل غنائه والآخر يسمع لأغنية لها .. ويأتيهم خبر وفاته .. في اليوم الذي نشر خبر وفاته يتأثر الشباب بهذا الخبر ..
وتنتشر التوقيعات والمطالبات من أعضاء بعض المنتديات بحذف أغاني فهد بن سعيد ., بل رأيت من أعضاء بعض المنتدى
من محبي فهد بن سعيد يدعو إخوانه من الشباب إلى التوبة من الأغاني اقتداء بهذا الرجل وسيرته العطرة ..
رسالة من القلب إلى الشباب.. إلى أهل الفن.. إلى كل فنان.. إلى كل مستمع إلى الفن..
أيها المبارك .. خذ نصيحة أخت محب لك ومشفق قبل أن تشدو بصوتك وتتلاعب بأوتار عودك أو تستمع إلى فنانك .. أسأل نفسك بصدق .. هل عملي هذا يرضي الله ؟
ماذا لو نزل بي الموت وأنا أغني ..؟ هل سأقول لا إله إلا الله ؟
أخي الكريم : هل أعددت السؤال جواباً عندما تقف بين يدي الله عز وجل ؟
إذا نصبت الموازين .. وطارت الصحف .. هل يوضع الغناء في كفت الحسنات أم في كفت السيئات ؟
أخي الكريم : والله إني خائف عليك من خاتمة السوء .. خائف عليك من أن يصب في أذنك الرصاص المُذاب .. فعد أخي إلى ربك يغفر ذنبك ويحسن خاتمتك ..
أحبتي الكرام .. ونحن نودع فهد بن سعيد لا نسى أن نذكركم بوصيته التي كان ينادي بها قبل وفاته .. حيث يقول :
بصوت فهد ( أخوتي في الله أعرف أن من الشباب من كان يشجع أبو خالد .. والله لن أنفعكم بشيء .. يوم يفر المرء من أخيه وأمه وبنيه وصاحبته وأخيه .. ما راح أنفعكم بشيء .. أرجعوا إلى الواحد الأحد .. هو الذي ينفع الجميع )
والله يا فهد لقد وعظتنا حياً وميتاً نسأل الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته .. ويجمعنا بك في جناته .
مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
التعليقات 0