تأمل أخي مدي معرفة الناس بالجنين قبل حوالي ثلاثين عاما لقد كان كائنا حيا لا يعلم عنه سوي حركاته التي يصدرها داخل بطن أمه .
ومع تطور وسائل الملاحظة والمشاهدة ووصولها الي بطن الجسم الانساني وكل ذلك باذن الله كالتصوير والتسجيل الضوئي والصوتي علم أن الجنين نفسيا لا ينفصل فيها عن أمه تماما فتراه في حالات انكماش واكتئاب مرة وحالات انشراح وانبساط أخري بل أنه يبدي الانزعاج لبعض مخالفات أمه كالتدخين عافانا الله واياكم والمسلمين ..
يطلب طبيب مجرب من أم حامل في شهرها السادس –كانت تعتاد التدخين – أن تمتنع عنه لمدة أربع وعشرين ساعة ،وهو يتابع الجنين باجهزة التصوير الضوئي ، فاذا به ساكن هادئ ، وبينما هو كذلك اذ قدم لها الطبيب لفافة سيجارة –عافانا الله واياكم – وما ان وضعتها بين اصابعها وتم اشتعالها الا وأشار المقياس الي اضطراب الجنين تبعا لاضطراب قلب أمه .
فسبحان من جعله في وسط ظلمات ثلاث يتأذي مما تتأذي منه أمه تبعا ، وان لم تشعر أمه بذلك .
أمكنهم أن يروه مضطربا حينما تقع أمه في أزمة أنفعال حادة كخجل أو غضب ثم أمكنهم أن يروه هادئا عندما تنصت أمه لسماع ما تستريح اليه من قرآن وأناشيد وغيرها- وحينما تسمع صوت أبيه وتنصت له رأوه كالمنصت له تبعا لامه ..
أما بعد الولادة ، وفي أسبوعه الأول وجدوا انه يأنس ويبتسم لصوت أبيه دون سائر الاصوات ..
انها أمور مذهلة ،بل آيات بينة بالغة دالة علي عظمة الله سبحانه وتعالي ، وعلي أحقيته في التفرد بعبادته وحده لا شريك له ..

أيضا رأوا أنه حين ترغب الأم في الحمل ثم تحمل تجدها ترسل اليه – باذن الله – موجات من العواطف المكثفة و تغمره بفيض ذاخر من الرضا و الحنان فيبادلها الشعور مبتهجا ، وكأنه يشكرها علي حسن لقائها ورعايتها ،ويعبر عن امتنانه لها بحركات لطيفة ساحرة لا حد لعذوبتها علي قلب أمه ،فسبحان وتبارك الله أحسن الخالقين ..
وحين لا ترغب الام في الحمل ثم تحمل مكرهة تقطع الصلة العاطفية مع الجنين ، فتراه يحيا منكمشا ثم يبدأ يتجه نحو المشاكسة ، ويعبر ذلك بركلات من قدميه تعبر عن احتجاجه و استنكاره ، ولربما يصبح سقطا فيما بعد .
وان لم يسقط فانه يبدو مهيئا للعناد و الرفض والعدوان بعد ولادته ، ويظهر ذلك في أول أيام ولادته .
يذكر صاحب كتاب ((سنريهم آياتنا)) أن امرة حملت مكرهة،وحاولت اسقاط الجنين فلم تستطع-اغذ قد ثبته الله عز وجل فجعله في قرار مكين ،فأني لآحد أن يسقطه ،ولدت بعد ذلك وكان المولود أنثي وبعد الولادة رفضت البنت أن تتناول ثدي أمها ، وأصرت أياما علي هذا ، ولكنها – مع هذا قبلت أن ترضع من مرضعة أخري غير أمها .
عند ذلك أغمضت عيناها وأعيدت الي أمها معصوبة العينين فرفضت ثديها مرة أخري ، وهي لم تره ، فأجري الطبيب حوارا مع أمها تبين له أن الام لم تكن ترغب في الحمل ، ثم حملت علي كره وحاولت الاعتداء عليه باسقاطه ، فانعكس ذلك علي الجنين بعد ولادته ، فسبحان الله رب العالمين .
انها أحاسيس و مشاعر وأفعال أمه تنعكس عليه فحسب ليس أكثر والا فهو لا يعلم شيئا بنص قول الله تعالي :
(( والله اخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الابصار والافئدة لعلكم تشكرون .))

طالعت أمهات هذه الحقائق فكن يَبحثْن عمَّا يريح أحاسيسهنَّ ومشاعرهنَّ أثناء الحمل لينعكس على أبنائهن، ينشدن ويسمعن آيات من كتاب الله، ولذا جاء في نفس الكتاب الماضي: أن سيدة حاملة في دمشق كانت تكثر من قراءة القرآن وسماعه قائمة وعاملة ومضطجعة، والنتيجة أنه عندما وُلِد الجنين تمكن -بفضل الله- أن يختم القرآن؛ حفظاً وتلاوة في الخامسة من عمره، فتبارك الله أحسن الخالقين !

موجز القول: أن الجنين الذي يحيا في رباط مع أمه، سعيد من العواطف المُفْعَمة بالرضا والسكينة، يستجيب -بإذن ربه- بعد ولادته، معترفاً بإحسان أمه إليه في سلوك سَويٍّ ونفسية هادئة غالباً، لسان حاله: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..

فيا أيها العبد العاصي: ألك قَدْر إن فارقت صراط الله ودربه؟
( أولم يرى الإنسان أن خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه )
تحتَجُّ على مولاك وقد هداك؟! وتحيد عن الطريق وقد دلَّك وأرشدك؟
بئس العبد عبد سها ولها ونسيَ المبدأ والمنتهى ..
بئس العبد عبد طغى وعَتَا ونسي الجبار الأعلى .. السماء تستأذن ربها أن تَحْصدَه، والأرض أن تخسف به، والبحر أن يغرقه، من أنت؟
وما تكون الأرض وما عليها؟ ثق أنك سقطت من عين الله، ولو كان لك قدرٌ عند الله لعصمك من المعاصي ..

مفرغ من
إصدار بنات 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112

0

0