شبكاتنا الإجتماعية

من يسمـــع شكواهــــــا

تقييم
0/50 ratings
232

{ من يسمع شكواها }؟

لقيتها على غير ميعاد،
فقلت: يرحمك الله، إنّا إلى خبرك بالأشواق ؛ فبالله عليك حدثينا عن نفسك،وكيف حالك الآن؟
فقـالت:
لقد كبرت سني، ووهن عظمي، ولولا أنك سألتني بالله ما حدثتك. لقد أعلى الإسلام شأني، وعظم مكاني، ورفع عنواني، وجعل المحافظة على وصــالي آية على الصــــــــــلاح والإستقامـــــة وبراءة من الضلالة والغواية.
وقد عرف سلف هذه الأمة مكانـي، وصانوا جنابي، ولم ينقطعوا عن وصالـــي،
بل قدموه على شهواتهم وحاجاتهم؛ فلم يصرفهم عن القيام بحقي صارف، ولم يشغلهم عن ملازمتي الأصحاب والمعارف. ثم إنه خلـــف من بعدهم خلوف خفّ عندهم ميزانـي، وهان في نفوسهم مكانـــي.
فقلت:
رحمك الله! حدثينا عن سلف هذه الأمة وأحوالهم معك؛ فلعل هممنا تتحرك لسماعها، وعزائمنا تتقوى لعظاتها؟.
قالت:
لقد أحسن صحبتي أناس كثيرون، وتعاقب على وصلي رجال مرضيّون، لا يملون مجاورتي، ولا يفترون عن ملازمتي، وإن أنسى فلن أنسى الإمام سليمان بن مهران الأعمش الذي ظل سبعين عاما لم يفارق سواده سوادي، لقد أرغم الشيطان، فلم يقدر عليه سبعين عاما.
فقلت:
الله أكبر، ما أطول صبرهم على الطاعة، وأعظم جلدهم في العبادة!
ومن غير الأعمش؟
قالت:
وأبو محمد،إمام أهل المدينة (سعيد بن المسيب) الذي لم ينقطع عن ملازمتي أربعين عاما _ رحمك الله يا سعيد! فحينما وقعت الحرَّة، ولزم الناس بيوتهم، رفضت الانقطاع عني، وحينما شار عليك بعض أصحابك بالخروج إلى البادية أبيت من أجل ألا تنقطــــع عنـــي؛ ولم يزل – رحمه الله – قائما بحقـــــي رغم ما أصابه من الفتن، حتى لحق ربه، فحزنت لفقده حزنا كبيرا، وكان مما زاد في حزني وضاعف في مصيبتي أنه في السنة نفسها – سنة الفقهاء – فقدت عابد الكوفة الإمام (إبراهيم بن يزيد التيمي) الذي لم يزل ملازما لي، حتى قيَّده الحجاج بن يوسف بالحديد، فقتل فيها أو مات، لقد قال هذا الإمام كلمة ما أحب أن لي بها الدنيا.
قلت:
وماذا قال؟
قالت: قال إبراهيم التيمي:
_إذا رأيت الرجل يتهاون بها – يعنيني – فاغسل يديك منه..
قلت:
قدَّس الله روحه، أرأيت لو أدرك زماننا هذا كم من الناس يبق لم يغسل يديه منه؟! فلو حصل أن تخلف أحد منهم عن وصـــــــلك كيف يصنع؟
قالت:
لم يكونوا يفعلون ذلك إلا
لمرض مفسد،
أو سفر مبعد،
أو عذر مقعد،
ومع ذلك يبادر أحدهم إلى التوبة ويندم، ويستكثر من الطاعات ويغنم؛ فهذا قاضي بغداد العلاّمة (محمد ابن سماعة) مكث أربعين سنة لم ينقطع عن مصاحبتي إلا يوم ماتت أمه؛ فكرر زيارتي خمسا وعشرين مرضا، عوضا عما فاته.
قلت:
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم
ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
ثم قلت لها: حدثينا عن أهل زماننا هذا !!!!
قالت:
لقد طلبتني عسيرا، وأقحمتني كبيرا؛ فعن أي شيء من شأنهم تستخبر؟
قلت:
عن أحوالهم معك؟
قالت:
لقد جفاني أكثر أهل زمانكم هذا، ولم يعبئوا بحالي، ويعرفوا مكاني، ويحزنني أن ترى الرجل يحسب من أهل العلم والديانة، ومع ذلك تصرفه عني الصوارف، وتلفته اللوافت، وأشنع من ذلك أن ترى الرجل قد بلغ الستين – وقد أعذر الله إلى امرئ حتى بلّغه ستين سنة – ثم تراه يبيعني بدرهمين أو ثلاثة، يقبل على دنياه حتى إذا أردت الرحيل أقبل يسعى كالصبيان ثم لا يلقاني؛
فإلى الله أشكو غربتي، وهواني على الناس.
ثم حوَّلت وجهها وجعلت تبكي،
وإذا هي:
(تكبيرة الإحرام).
بقلم د/إبراهيم بن صالح الحميضي
(عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم)
إشبعضهم:قال بعضهم :إن الحديد إذا لم يستعمل
غشيه الصدأ حتى يفسده..
كذلك القلب إذا عطل من حب الله والشوق إليه وذكره,
غلبه الجهل حتى يميته ويهلكه..

أخوكم
التائب من الذنب ..
عضو فريق الإنتاج – منتدى فريق جوال الخير
………
فريق جوال الخير
معاً على طريق الخير
خدمة بلاك بيري
pin:27228585
تواصل – استفسار – اقتراح
www.jawalk.ws
الإصدار الثامن
يقع مقر فريق جوال الخير في مكتب الدعوة بحي الروضة في الرياض على طريق الملك عبدالله.
الجوال:
0558118112
هاتف:
012492727
فاكس:
012401175

لا تنسونا من صالح الدعاء

التعليقات 0

اترك تعليقاً

خواطر مقترحة

افضل انواع السهر

السهر المطلوب تتحدث كتب النفس وبرامج الاستشارات التلفزيونية والنصائح الطبية ونحوها عن مشكلة يسمونها مشكلة السهر ويطرحون لها الحلول والعلاجات ويتكلمون عن...

مستحيل …..

كم من الذي لا يعرف المستحيل .. من الكلمات التي لا نحب أن تسمعها .. صعبه .. مستحيل .. لا أقدر .....

مسابقة للبويات

حيث اتفقت إحدى «البويات» على الزواج من حبيبتھا بعد قصة حب عنيفة جمعت بينھما، فما كان لتصرفاتھا من ھذه الفتاة إلا إعلان...

مدمن الإنترنت

أرسل رساله إلى من أدمن الأنترنت وخاصة من يدخل بعض المواقع ويكتب بعض الكلمات ثم يختار صور وإذا بأجمل الفتيات أمام عيناه،...

فيديوهات مقترحة