كلنا دعاة
كلنا دعاة
الدعاة إلى الله هم الغيث الهني لواحات القلوب ومراتع النفوس
إن هموا عليها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج
وإن أمسكوا فهو القحط والجدب والدمار والخراب
قال الله ـ تعالى ـ :(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
وقال ـ تعالى ـ:(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )
مقومات الداعية
أولا : العلم النافع
العلم النافع من أعظم مقومات الداعية الناجح
ولهذا أمر الله ـ سبحانه ـ به قبل القول والعمل فقال ـ سبحانه ـ:{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات }
ولهذا بوب البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ في صحيحه بابا قال فيه :
(باب العلم قبل القول والعمل )
العلم ما قام عليه الدليل و النافع منه ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ
العلم النافع أقسام ثلاثة :
علم بالله وأوصافه وما يتبع ذلك
وعلم بما أخبر الله به مما كان من الأمور الماضية وما يكون في المستقبل
وعلم بما أمر الله به من العلوم المتعلقة بالقلوب والجوارح
والعلم لابد فيه من إقرار القلب ومعرفته بما طلب منه عمله وتمامه العمل بمقتضاه
فإن العلم النافع ما كان مقرونا بالعمل
أما العلم بلا عمل فهو حجة على صاحبه يوم القيامة
والعلم به طرق يكتسب بها ومن أعظمها :
أن يسأل العبد ربه العلم النافع وأن يجتهد في طلبه
وأن يبتعد عن جميع المعاصي , لأنها سبب في حرمان العلم
وألا يستحي من طلب العلم ولا يتكبر عن طلبه وأن يخلص في الطلب
ثانيا : الحكمة
الحكمة هي الركن الأعظم من مقومات الداعية
وهي بلا شك الإصابة في الأقوال والأفعال ووضع كل شي في موضعه بإحكام وإتقان
(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )
والحكمة تارة تكون باستخدام الرفق واللين
وتارة تكون باستخدام الموعظة الحسنة
وتارة تكون باستخدام الجدال بالتي هي أحسن
وتارة تكون باستخدام القوة لمن كان له سلطة مشروعة بالضوابط التي دل عليها الكتاب والسنة
لأن حقيقة الحكمة وضع كل شيء في موضعه
الحكمة طرق تكتسب بها وتحصل بها فإذا سلك الداعية هذه الطرق وفق لاكتساب الحكمة ـ بإذن الله تعالى ـ وأبرز هذه الطرق :
1/ السلوك الحكيم الذي يسلكه الداعية في حياته وتصرفاته وسيرته .
2/ العمل بالعلم المقرون بالصدق والإخلاص .
3/ الخبرات والتجارب .
4/ السياسة الحكيمة .
5/ فقه ركائز الدعوة وأركانها
قال ـ تعالى ـ: { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا }
ثالثا : الحلم
الحلم هو ضبط النفس وهو من أعظم مقومات الداعية
وما أكثر الصور التطبيقية التي فعلها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه الكرام ـ رضي الله عنهم ـ في مجال الحلم في الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ..
فدخل الناس في دين الله أفواجا بفضل الله ـ تعالى ـ ثم بتطبيق هذا المقوم العظيم
قال ـ تعالى ـ:{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ..}
قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ:( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
وقد بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهمية الحلم ..
بقوله للأشج:( إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة )
رابعا : الأناة التثبت
الأناة من مقومات الداعية وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة ..
بخلاف العجلة فإنها من صفات أصحاب الرعونة والطيش وهي تدل على أن صاحبها لا يملك الإرادة القوية التي تضبط نفسه
فإن الأناة عند الداعية تجعله يحكم أموره , ويضع الأشياء مواضعها ,
والتثبت في الأمور الواقعة وفي الأخبار الواردة حتى تتضح وتظهر ,
والاستيثاق من مصدرها قبل الحكم عليها أولها ..
قال ـ تعالى ـ:{ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا }
خامسا : الرفق واللين
الرفق هو لين الجانب من القول والفعل ومن مقومات الداعية الناجح ..
والأخذ بالأيسر والأسهل , وحسن الخلق وكثرة الاحتمال وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف والشدة
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )
(يسروا ولا تعسروا و بشروا و لا تنفروا )
سادسا : الصدق والإخلاص
الصدق والإخلاص في الدعوة إلى الله هو :
التقرب بهذا العمل إلى الله وحده
لارياء ولا سمعة .. ولا طلبا للعرض الزائل ولا تصنعا
إنما يرجو ثواب الله ويخشى عقابه , ويطمع في رضاه
ويقصد بدعوته وسائر تصرفاته وتوجيهاته وجه الله وحده لا شريك له ولا رب سواه .
قال ـ تعالى ـ :{ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن}
والصدق يكون في القصد والنية وهو الإخلاص بالأخذ بالحق ونبذ الباطل ..وفي العمل بموافقة القول
قال ـ تعالى ـ:{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }
سابعا : الصبر
الصبر هو منع النفس وحبسها عن الجزع
واللسان عن التشكي والجوارح عن التشويش
وهو يمنع صاحبه من فعل ما لايحسن ولا يجمل
وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها
وهذه القوة تمكن الداعية من ضبط نفسه لتحمل المشاق والمتاعب والآلام ابتغاء مرضاة الله ـ تعالى ـ
ويحتاج الداعية للصبر قبل الدعوة وفي أثناء الدعوة وبعد الدعوة
كما بين ذلك أهل العلم والإيمان
ولهذا أمر الله به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :
{فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل }
والصبر في الدعوة بمثابة الرأس من الجسد
فلا دعوة لمن لا صبر له كما أنه لا جسد لمن لا رأس له
والصبر ينتصر به الداعية على عدوه مع الأخذ بالأسباب المشروعة
قال ـ تعالى ـ: { وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط }
وبه يحصل الداعية على الثواب العظيم
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
فلابد للداعية أن يصبر على دعوته وما يدعو إليه
وعلى ما يتعرض دعوته من معارضات وعلى ما يصيبه هو من أذى
فإذا فعل ذلك كان إماما يقتدى به
قال ـ تعالى ـ:{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون }
ثامنا : القدوة الحسنة
القدوة الحسنة هي أن يكون الداعية قدوة صالحة لغيره فيما يدعو إليه
فلا يناقض قوله فعله ولا فعله قوله
وهي من أعظم مقومات الداعية لأن الناس ينظرون إلى الداعية نظرة دقيقة دون أن يعلم أنه تحت رقابة مجهرية
فرب عمل يقوم به الداعية لا يلقي له بالا يكون في نظرهم من الكبائر والموبقات
لأنهم يعدونه قدوة وقد يراه الجاهل على عمل غير مشروع فيظن أنه على حق
(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا )
وقد ذم ـ سبحانه ـ من خالف قوله فعله
قال ـ تعالى ـ :{ يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون }
وقال ـ سبحانه ـ:{أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون }
تاسعا : الخلق الحسن
الخلق الحسن حالة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الحسنة الجميلة
وإذا تخلق به الداعية أحبه الناس جميعا
الداعية لا يسع الناس بماله و لكن ببسط الوجه و حسن الخلق
ولهذا أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاذا ـ رضي الله عنه ـ فقال :
(وخالق الناس بخلق حسن )
ومن لم يتخلق بالخلق الحسن من الدعاة ينفر الناس من دعوته
ولا يستفيدون من عمله وخبرته
لأن من طبائع الناس أنهم لا يقبلون ممن يسيء إليهم
ويبدو منه احتقارهم ولو كان ما يقوله حقا
قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ:(أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )
قال ـ تعالى ـ:{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر }
أسأل الله أن يوفق جميع علماء المسلمين ودعاتهم إلى العمل بهذه المقومات
وأن يزيدني وإياهم علما وهدى وتوفيقا
وأن يحسن لي ولهم ولجميع المسلمين العاقبة في الأمور كلها
وأن يجيرنا جميعا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
المصدر : مجلة الجندي المسلم
العدد / 96 جمادى الآخرة
د / سعيد بن علي بن وهف القحطاني
انتقاء :ذات الصواري
عضو فريق الإنتاج بمنتدى جوال الخير
فريق جوال الخير
معاً على طريق الخير
خدمة بلاك بيري
pin:27228585
تواصل – استفسار – اقتراح
www.jawalk.ws
الإصدار الثامن
يقع مقر فريق جوال الخير في مكتب الدعوة بحي الروضة في الرياض على طريق الملك عبدالله.
الجوال:
0558118112
هاتف:
012492727
فاكس:
012401175
لا تنسونا من صالح الدعاء
كلنا دعاة
الدعاة إلى الله هم الغيث الهني لواحات القلوب ومراتع النفوس
إن هموا عليها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج
وإن أمسكوا فهو القحط والجدب والدمار والخراب
قال الله ـ تعالى ـ :(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
وقال ـ تعالى ـ:(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )
مقومات الداعية
أولا : العلم النافع
العلم النافع من أعظم مقومات الداعية الناجح
ولهذا أمر الله ـ سبحانه ـ به قبل القول والعمل فقال ـ سبحانه ـ:{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات }
ولهذا بوب البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ في صحيحه بابا قال فيه :
(باب العلم قبل القول والعمل )
العلم ما قام عليه الدليل و النافع منه ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ
العلم النافع أقسام ثلاثة :
علم بالله وأوصافه وما يتبع ذلك
وعلم بما أخبر الله به مما كان من الأمور الماضية وما يكون في المستقبل
وعلم بما أمر الله به من العلوم المتعلقة بالقلوب والجوارح
والعلم لابد فيه من إقرار القلب ومعرفته بما طلب منه عمله وتمامه العمل بمقتضاه
فإن العلم النافع ما كان مقرونا بالعمل
أما العلم بلا عمل فهو حجة على صاحبه يوم القيامة
والعلم به طرق يكتسب بها ومن أعظمها :
أن يسأل العبد ربه العلم النافع وأن يجتهد في طلبه
وأن يبتعد عن جميع المعاصي , لأنها سبب في حرمان العلم
وألا يستحي من طلب العلم ولا يتكبر عن طلبه وأن يخلص في الطلب
ثانيا : الحكمة
الحكمة هي الركن الأعظم من مقومات الداعية
وهي بلا شك الإصابة في الأقوال والأفعال ووضع كل شي في موضعه بإحكام وإتقان
(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )
والحكمة تارة تكون باستخدام الرفق واللين
وتارة تكون باستخدام الموعظة الحسنة
وتارة تكون باستخدام الجدال بالتي هي أحسن
وتارة تكون باستخدام القوة لمن كان له سلطة مشروعة بالضوابط التي دل عليها الكتاب والسنة
لأن حقيقة الحكمة وضع كل شيء في موضعه
الحكمة طرق تكتسب بها وتحصل بها فإذا سلك الداعية هذه الطرق وفق لاكتساب الحكمة ـ بإذن الله تعالى ـ وأبرز هذه الطرق :
1/ السلوك الحكيم الذي يسلكه الداعية في حياته وتصرفاته وسيرته .
2/ العمل بالعلم المقرون بالصدق والإخلاص .
3/ الخبرات والتجارب .
4/ السياسة الحكيمة .
5/ فقه ركائز الدعوة وأركانها
قال ـ تعالى ـ: { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا }
ثالثا : الحلم
الحلم هو ضبط النفس وهو من أعظم مقومات الداعية
وما أكثر الصور التطبيقية التي فعلها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه الكرام ـ رضي الله عنهم ـ في مجال الحلم في الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ..
فدخل الناس في دين الله أفواجا بفضل الله ـ تعالى ـ ثم بتطبيق هذا المقوم العظيم
قال ـ تعالى ـ:{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ..}
قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ:( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
وقد بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهمية الحلم ..
بقوله للأشج:( إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة )
رابعا : الأناة التثبت
الأناة من مقومات الداعية وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة ..
بخلاف العجلة فإنها من صفات أصحاب الرعونة والطيش وهي تدل على أن صاحبها لا يملك الإرادة القوية التي تضبط نفسه
فإن الأناة عند الداعية تجعله يحكم أموره , ويضع الأشياء مواضعها ,
والتثبت في الأمور الواقعة وفي الأخبار الواردة حتى تتضح وتظهر ,
والاستيثاق من مصدرها قبل الحكم عليها أولها ..
قال ـ تعالى ـ:{ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا }
خامسا : الرفق واللين
الرفق هو لين الجانب من القول والفعل ومن مقومات الداعية الناجح ..
والأخذ بالأيسر والأسهل , وحسن الخلق وكثرة الاحتمال وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف والشدة
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )
(يسروا ولا تعسروا و بشروا و لا تنفروا )
سادسا : الصدق والإخلاص
الصدق والإخلاص في الدعوة إلى الله هو :
التقرب بهذا العمل إلى الله وحده
لارياء ولا سمعة .. ولا طلبا للعرض الزائل ولا تصنعا
إنما يرجو ثواب الله ويخشى عقابه , ويطمع في رضاه
ويقصد بدعوته وسائر تصرفاته وتوجيهاته وجه الله وحده لا شريك له ولا رب سواه .
قال ـ تعالى ـ :{ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن}
والصدق يكون في القصد والنية وهو الإخلاص بالأخذ بالحق ونبذ الباطل ..وفي العمل بموافقة القول
قال ـ تعالى ـ:{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }
سابعا : الصبر
الصبر هو منع النفس وحبسها عن الجزع
واللسان عن التشكي والجوارح عن التشويش
وهو يمنع صاحبه من فعل ما لايحسن ولا يجمل
وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها
وهذه القوة تمكن الداعية من ضبط نفسه لتحمل المشاق والمتاعب والآلام ابتغاء مرضاة الله ـ تعالى ـ
ويحتاج الداعية للصبر قبل الدعوة وفي أثناء الدعوة وبعد الدعوة
كما بين ذلك أهل العلم والإيمان
ولهذا أمر الله به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :
{فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل }
والصبر في الدعوة بمثابة الرأس من الجسد
فلا دعوة لمن لا صبر له كما أنه لا جسد لمن لا رأس له
والصبر ينتصر به الداعية على عدوه مع الأخذ بالأسباب المشروعة
قال ـ تعالى ـ: { وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط }
وبه يحصل الداعية على الثواب العظيم
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
فلابد للداعية أن يصبر على دعوته وما يدعو إليه
وعلى ما يتعرض دعوته من معارضات وعلى ما يصيبه هو من أذى
فإذا فعل ذلك كان إماما يقتدى به
قال ـ تعالى ـ:{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون }
ثامنا : القدوة الحسنة
القدوة الحسنة هي أن يكون الداعية قدوة صالحة لغيره فيما يدعو إليه
فلا يناقض قوله فعله ولا فعله قوله
وهي من أعظم مقومات الداعية لأن الناس ينظرون إلى الداعية نظرة دقيقة دون أن يعلم أنه تحت رقابة مجهرية
فرب عمل يقوم به الداعية لا يلقي له بالا يكون في نظرهم من الكبائر والموبقات
لأنهم يعدونه قدوة وقد يراه الجاهل على عمل غير مشروع فيظن أنه على حق
(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا )
وقد ذم ـ سبحانه ـ من خالف قوله فعله
قال ـ تعالى ـ :{ يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون }
وقال ـ سبحانه ـ:{أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون }
تاسعا : الخلق الحسن
الخلق الحسن حالة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الحسنة الجميلة
وإذا تخلق به الداعية أحبه الناس جميعا
الداعية لا يسع الناس بماله و لكن ببسط الوجه و حسن الخلق
ولهذا أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاذا ـ رضي الله عنه ـ فقال :
(وخالق الناس بخلق حسن )
ومن لم يتخلق بالخلق الحسن من الدعاة ينفر الناس من دعوته
ولا يستفيدون من عمله وخبرته
لأن من طبائع الناس أنهم لا يقبلون ممن يسيء إليهم
ويبدو منه احتقارهم ولو كان ما يقوله حقا
قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ:(أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )
قال ـ تعالى ـ:{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر }
أسأل الله أن يوفق جميع علماء المسلمين ودعاتهم إلى العمل بهذه المقومات
وأن يزيدني وإياهم علما وهدى وتوفيقا
وأن يحسن لي ولهم ولجميع المسلمين العاقبة في الأمور كلها
وأن يجيرنا جميعا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
المصدر : مجلة الجندي المسلم
العدد / 96 جمادى الآخرة
د / سعيد بن علي بن وهف القحطاني
انتقاء :ذات الصواري
عضو فريق الإنتاج بمنتدى جوال الخير
فريق جوال الخير
معاً على طريق الخير
خدمة بلاك بيري
pin:27228585
تواصل – استفسار – اقتراح
www.jawalk.ws
الإصدار الثامن
يقع مقر فريق جوال الخير في مكتب الدعوة بحي الروضة في الرياض على طريق الملك عبدالله.
الجوال:
0558118112
هاتف:
012492727
فاكس:
012401175
لا تنسونا من صالح الدعاء
التعليقات 0