قصة أم سعود
إمرأة فقدت زوجها فبقيت هي وأبنها الكبير والصغير وأخوها ..
لا تملك من الدنيا إلا هؤلاء ..
فأسألك بالله يا من في نفسك العزة بالإثم، تأمل هذه القصة ..
إمرأة ماشبهتها كثير من نساء اليوم لأنها تتعرف على الله عز وجل، دخل عليها إبنها فقال : يا أماه .. يا أماه إبنك فلان قد حصل عليه حادث .. وربما يموت ..
قالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
يقول أبنها ولا زالت تذكر الله عز وجل وتسبح وتصلي وتحمد الله عز وجل فأراد الله عز وجل أن يبتليها بمرض السرطان .. فبدأ المرض ينهش في جسمها النحيل .. صابره محتسبه .. حاولوا أبنائها أن تذهب للمستشفى رفضت لأنها تعرف من تعرف على الله في الرخاء يعرفه في الشدة .. ذهبت للمستشفى وبعد الفحص قال الدكتور : الوالده أنتشر المرض في أغلب جسمها .. وتركز في ثديها الأيسر ولا بد من بتره من قطعه ..
يقول الإبن : كنت أتمنى أن يقول أنت المُصاب وليست هي .. تمنيت أن يقول أنها ستشفى .. فحزنت عليها وتألمت لا أعلم كيف أخاطب أمي
ماذا أقول لها ؟
يقول : جئتها في ليلة من الليالي والله يا شيخ ما رأيتها إلا واقفه ساجده داعية قارئة .. أين شباب اليوم أين فتيات اليوم أين الصابرين أين المحتسبين أين الذين يخافون الله أين الذين يعصون الله ولا يخافون أن تقبض أرواحهم وهم يعصونه ؟
فدخلت عليها : وأنتهيت إلى أن تقضي من صلاتها، ثم قبلت رأسها
ثم قلت : يا أماه تعرفين ماذا حل بك ؟
فقالت : يا بني إنما نحن من الله وإلى الله .. لم أتحمل وانفجرت بالبكاء وقلت يا أماه وددتُ يا غالية لو أنا المُصاب، أنتِ مصابة بالسرطان، فانفجرت بالبكاء ثم قالت : الحمد الله على قدر الله .. ولك أن تتصور حرارة الإيمان ..
فقالت : يا خالد اذهب لأخوانك وأخبرهم أن الله أصطفاني وأني راضية بقدره .. فذهب خالد يبحث عن إخوانه .. أنظر إلى الإبتلاء تبشر بالسرطان ومن قبلها حادث يذهب بأبنها الأكبر فيموت وتقول : إنا لله وإن إليه راجعون، ثم يأتي الثالث فيقول : يا أماه إن أبنك أصيب بمرض ..
ما المرض يا أخوان ؟ مرض تقطع الأعضاء وهو ما يسمى بالفارج ..
لما أخبرت بها .. قالت : إنا لله وإن إليه راجعون .. أما أنا فإلى الله وأما أبنائي فأن الله يفعل ما يشاء فلست بقانطه ..
أنظر حقيقة الإيمان كيف يتحرك في قلوب الصالحين .. ما زالت الابتلاءات تتواكب عليها على هذه المسكينة ..
يقول خالد : فجأت إليها وقلت : يا أماه سعود ينتظر إنك تزورينه، هل تستطيعين ؟
قالت : والله ما أقوى أن أراها أمامي يموت لكن وكلت أمره إلى الله عز وجل وكلت به الحي الذي لا يموت ..
الرب الكريم وهو أرحم به مني ..
فجلست على رأسها وقلت : يا أماه سعود يطلب أن يراك يريدك .. فذهبت إلى مستشفى أرامكو ودخلت عليه، يقول خالد : دخلنا فوجدنا سعود وجهه مستضئ وجه بالنور .. والله يا شيخ كلما قلت له يا سعود تراك على خير، قال : والله مو الموت أخاف منه، لكن أخاف على أمي أريد أن أراها قبل أن تتعذب بمرض السرطان ..
فأتت أمي وقبلته وقالت : يا سعود ثق بالله وأعلم أن الله ما أبتلاك إلا أنه يحبك وما أصابك بهذا المرض إلا ليختبرك
وقل إنا لله وإن إليه راجعون .. فتحدرت دموع سعود والله إني أرى دموع الحزن تخالط قلب سعود .. لماذا ؟ لأنه ربما لا يراها مرة أخرى
خرجت أمه المسكينة .. والله ما حدثتكم كذباً وراه هذه القصة خالد قبل أكثر من 15 سنة هذه القصة .. يقول خالد :
فخرجنا أنا وأمي وسبحان الله وهي تسبح وتستغفر لحظة واحده حادث يضرب الأم من جهتها الأيمن فتسقط الأم مصابه بالسرطان
مكسورة الجنب .. والله ما أشتكت ولا تألمت ولا تأففت قالت : اللهم أنت أعلم بحالي فاحكم ما ترى ..
يقول : حملت أمي بين كفي وهي تنزف بالدماء وأنا أعلم أنها ميته لا محاله إلا أن يشاء الله .. فذهبت بها إلى المستشفى وسبحان الله بعد دخولها للمستشفى بخمس ساعات تقريباً يأتي خبر وفاة سعود ..
قلت : يا أماه عظم الله أجرك في سعود تراه يطلب منك الحل .. فبكت الأم المكلومة وقالت : الحمد الله على قدر الله .. وهذا الإيمان إذا خالط القلوب .. يقول خالد : ولا زلت أتابع حالة أمي وبعد أيام كتب الله أن تخرج الأم من المستشفى وصبرت .. فقدت يا أخوان 3 أبناء .. وهي رابعهم ولا زالت سلسلة الاختبارات تأتي ..
وصدق الله تعالى حينما قال : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم قالوا إنا لله وإن إليه راجعون أؤلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأؤلئك هم المهتدون )
صبرت وأحتسبت .. وبعد شهر يصاب خالد شلل بالرجلين .. ويأتي الخبر للأم ولا تزال صابرة محتسبة ..
فقال الدكتور : يا أم فلان لابد من قطع الثدي الأيسر حتى لا يكون سبب في إنتشار السرطان .. وذهبت إلى مستشفى الرياض وبترت الثدي .. وتقول وهي تنظر إليه : اللهم إنك تعمل أن هذا الثدي ما رضعت به حراماً وما أسقيت به حراماً فأسألك يا إلهي أن تجعله يسبقني إلى الجنة ولا تفرق بيني وبينه يوم العرض عليك ..
وتصبر المسكينه وتحتمل ثم يأتي الخال ويقول : يا أم الفلان ترى خالد أصيب بشلل سقط من الدرج فشلت الرجل ..
فأصبح يتصل علي خالد بين حينة وأخرى ويقول : يا شيخ والله العظيم أبتلينا إبتلاء عظيم ولم يبقى إلا خالي وأمي وأنا ..
ماذا أصنع ؟ قلت : أصبر .. صبرت الأم يا أخوان .. تخيلوا خرج الخال من المستشفى كي يبشر خالد بأن أمه قد نجحت عمليتها وفي خطفة عين تأتي سيارة وتدهسه دهساً ويموت الخال ولم يبقى إلا خالد وأمه ..
يقول خالد : والله يا شيخ إن القلب ليتحسر ويتعصر ألماً وأنا أرى دموع أمي وأنا أقول لها يا أماه خالي يريد أن يبشرني بنجاح عمليتك
ولكن مرت سيارة ودهسته ومات دهساً ..
والله يا أخوان هذه الأم لم تتوجع ولن تتألم حتى جاء ذلك اليوم الموعود وكتب الله عز وجل أن تنام على فراش الموت وخالد بتلك العربة
يتوجه إليها للمستشفى، أتصلوا عليه فقالوا : هل من ولي لهذه المرأة ؟ ما الأمر ؟
قالوا : حالتها تتردى وتوشك على الموت ..
يقول خالد : والله أصبحت في حيره .. كيف أسافر لأمي ؟ أنا مقعد ليس لدي في هذه الحياة أحد إلا الله ثم هذه الأم ..
فا أضطررت أني أسافر فتكفل أحد الناس بسفري فسافرت فوصلت فذهبت إلى المستشفى ودخلت الغرفه فإذا هي مسجاة على السرير ..
ووجهها قد أظلم وتعثر لسانها .. فقلت لها : يا أماه أنا خالد الذي أتى من بعيد حتى يتكحل بالنظر إليك .. خالد الذي صبر على الإبتلاء كما صبرتي .. خالد الذي جاء ويرجو أن يكون سبب في شفائك ..
فردت علي وقالت : يا خالد لم يبقى لي في الدنيا إلا الله ثم أنت فأوصيك خيراً حافظ على الصلاة وأترك أصحاب السوء كن صابراً محتسباً
فإن الموعد مع الله عز وجل قريب ..
يقول خالد : حبستني العبرات وبدأت أتذكر ( والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإن إليه راجعون ) حبست عبراتي وقلت : يا أماه هل تسافرين وتتركيني ؟
قالت : يا خالد إذا أمر الله عز وجل فسيفرق بيني وبينك لكن أسألك بالله .. يا خالد إذا سويت في التراب لا تنساني من دعائك أسألك بالله إذا غسلتني فأدعو لي أن يجعل ما أصابني تخفيفاً لي وأن يرحمني إذا عرضت بين يديه فو الله ما رأيت نفسي إلا معرضه للابتلاء من الله عز وجل ..
يقول خالد : بكيت وبكيت وقلت : يا أماه تقولين هذا وأنتِ صابره وأنتِ محتسبه إذً ماذا أقول أنا ؟
فقالت : أما أنا فراحله إلى الله فو الله إن الدنيا بعد فراقكم لا تطيب لي .. فقلت يا أماه أسألك يالله أن لا تنسيني من الدعاء فإني أشعر بالفراق .. فقالت : يا خالد أوصيك بالله خيراً أوصيك بالله خيراً .. فبكيت وبكيت فقلت : يا أماه أين أذهب بعدك من يحملني بعدك ومن يرحمني بعدك
يا أماه .. وأقول يا أماه 🙁 إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
تقول : يا خالد عرفت الله في ظروف كثيره فما تركني وسألت الله في أحوال كثيره فما تخل عني .. سألته وأنا عاصيه فاستجاب لي ..
فكيف لا يستجيب لي وأنا أنقطع عني حبل الرجاء .. وأصبحت وحيده على الفراش بعد أن كنت أتحرك أصبح هناك من يحركني ..
بعد أن كنت أتكلم أصبح هناك من يتكلم عني .. وأنت ترى هذه الأسلاك أشهد الله أن قد تبت إليه مما أقترفت يداي ..
فقلت : يا أماه ما الخطأ ؟
قالت : يعلم الله عزوجل أني أكلت ريالين حرام وكنت صغيرة السن فسأل الله أن يخفف عني سكرات الموت .. فلعلى أن تكون الريالين حايله بيني وبين رحمة ربي .. فأنفجرت باكياً وقلت يا أماه ريالين وتحزنين عليها .. إذً ماذا يقول من يستبيح الفروج بالحرام ؟
ما يقول من يشرب الخمر ليلاً ونهاراً ؟
ما يقول من ينام على معصية الله والله يراه .. والله يسمعه .. والله يستره .. ؟
والله لو دعى ذلك العاصي وقال : يا الله إني تائب .. لغفر الله له ..
يقول خالد وكأني أراه وهي تعتصر الموت وأنا أفارقها قبلت رأسها وقلت : يا أماه سألتك بالله أن تسامحيني .. سألتك بالله أن تسامحيني .. سألتك بالله أن تسامحيني ..
قالت : يا خالد ما كنت أتلذذ في الدنيا إلا من أجلكم ولا كان يطيب لي طعام إلا من أجلكم .. وهذا اليوم أفارقكم ..
سبحان الله أم صالحه لما تعرفت على الله في الرخاء عرفها في الشدة فربط على قلبها وها هي تفارق الدنيا ..
يقول خالد : وأنا أمسح على صدرها وأقول يا أماه هنيئاً لك سبقت ثديك إلى الجنة إن شاء الله وإن شاء الله سألحقك إلى الجنة ..
قالت : يا خالد أبشر أبشر فأني بين يدي رباً كريم ..
يقول خالد : والله إني أراها وكأنها تنظر إلى شيء لا أراها ..
ألتفت يمنة ويسره وقالت : خالد أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. خالد إن الله رحيم لا تحزن ..
فبكيت وقلت : أماه من سواكِ يرحمني في الدنيا بعد وفاتك ..
قالت : الله كريم أستودعك الله يا خالد .. أستودعك الله يا خالد ..
يقول خالد : والله إني أرى وجهه يضئ وأرى دموعها تتهلل فرحاً
وترفع سببتها وتقول : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. فسكتت
فقلت : اللهم إنها أبتليت فصبرت فأسألك يا إلهي أن تخفف عليها في قبرها أن ترحمها برحمتك وأن تتجاوز عنها فو اللله يارب ما علمتها إلا ساجده وما علمتها إلا ذاكره وما علمتها إلا تالية للقرآن ..
ماذا نقول لشباب اليوم .. خلوات بالحرام وذنوب ومعاصي حتى لم تسلم منه بقعة في الأرض ولا بقعة سماء، بين السماء والأرض يعصون، في الخلوات يعصون، في الظلام يعصون .. والله عز وجل يقول 🙁 وفروا إلى الله إني لكم منه نذيرمبين ) يا الله نسألك رحمتك يا الله لا تكشف سترك اللهم لا تكشف سترك لو كُشف سترك والله لأسودت الوجوه وتضيق منه القلوب .. يا الله أرحمنا برحمتك و حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..
مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
إمرأة فقدت زوجها فبقيت هي وأبنها الكبير والصغير وأخوها ..
لا تملك من الدنيا إلا هؤلاء ..
فأسألك بالله يا من في نفسك العزة بالإثم، تأمل هذه القصة ..
إمرأة ماشبهتها كثير من نساء اليوم لأنها تتعرف على الله عز وجل، دخل عليها إبنها فقال : يا أماه .. يا أماه إبنك فلان قد حصل عليه حادث .. وربما يموت ..
قالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
يقول أبنها ولا زالت تذكر الله عز وجل وتسبح وتصلي وتحمد الله عز وجل فأراد الله عز وجل أن يبتليها بمرض السرطان .. فبدأ المرض ينهش في جسمها النحيل .. صابره محتسبه .. حاولوا أبنائها أن تذهب للمستشفى رفضت لأنها تعرف من تعرف على الله في الرخاء يعرفه في الشدة .. ذهبت للمستشفى وبعد الفحص قال الدكتور : الوالده أنتشر المرض في أغلب جسمها .. وتركز في ثديها الأيسر ولا بد من بتره من قطعه ..
يقول الإبن : كنت أتمنى أن يقول أنت المُصاب وليست هي .. تمنيت أن يقول أنها ستشفى .. فحزنت عليها وتألمت لا أعلم كيف أخاطب أمي
ماذا أقول لها ؟
يقول : جئتها في ليلة من الليالي والله يا شيخ ما رأيتها إلا واقفه ساجده داعية قارئة .. أين شباب اليوم أين فتيات اليوم أين الصابرين أين المحتسبين أين الذين يخافون الله أين الذين يعصون الله ولا يخافون أن تقبض أرواحهم وهم يعصونه ؟
فدخلت عليها : وأنتهيت إلى أن تقضي من صلاتها، ثم قبلت رأسها
ثم قلت : يا أماه تعرفين ماذا حل بك ؟
فقالت : يا بني إنما نحن من الله وإلى الله .. لم أتحمل وانفجرت بالبكاء وقلت يا أماه وددتُ يا غالية لو أنا المُصاب، أنتِ مصابة بالسرطان، فانفجرت بالبكاء ثم قالت : الحمد الله على قدر الله .. ولك أن تتصور حرارة الإيمان ..
فقالت : يا خالد اذهب لأخوانك وأخبرهم أن الله أصطفاني وأني راضية بقدره .. فذهب خالد يبحث عن إخوانه .. أنظر إلى الإبتلاء تبشر بالسرطان ومن قبلها حادث يذهب بأبنها الأكبر فيموت وتقول : إنا لله وإن إليه راجعون، ثم يأتي الثالث فيقول : يا أماه إن أبنك أصيب بمرض ..
ما المرض يا أخوان ؟ مرض تقطع الأعضاء وهو ما يسمى بالفارج ..
لما أخبرت بها .. قالت : إنا لله وإن إليه راجعون .. أما أنا فإلى الله وأما أبنائي فأن الله يفعل ما يشاء فلست بقانطه ..
أنظر حقيقة الإيمان كيف يتحرك في قلوب الصالحين .. ما زالت الابتلاءات تتواكب عليها على هذه المسكينة ..
يقول خالد : فجأت إليها وقلت : يا أماه سعود ينتظر إنك تزورينه، هل تستطيعين ؟
قالت : والله ما أقوى أن أراها أمامي يموت لكن وكلت أمره إلى الله عز وجل وكلت به الحي الذي لا يموت ..
الرب الكريم وهو أرحم به مني ..
فجلست على رأسها وقلت : يا أماه سعود يطلب أن يراك يريدك .. فذهبت إلى مستشفى أرامكو ودخلت عليه، يقول خالد : دخلنا فوجدنا سعود وجهه مستضئ وجه بالنور .. والله يا شيخ كلما قلت له يا سعود تراك على خير، قال : والله مو الموت أخاف منه، لكن أخاف على أمي أريد أن أراها قبل أن تتعذب بمرض السرطان ..
فأتت أمي وقبلته وقالت : يا سعود ثق بالله وأعلم أن الله ما أبتلاك إلا أنه يحبك وما أصابك بهذا المرض إلا ليختبرك
وقل إنا لله وإن إليه راجعون .. فتحدرت دموع سعود والله إني أرى دموع الحزن تخالط قلب سعود .. لماذا ؟ لأنه ربما لا يراها مرة أخرى
خرجت أمه المسكينة .. والله ما حدثتكم كذباً وراه هذه القصة خالد قبل أكثر من 15 سنة هذه القصة .. يقول خالد :
فخرجنا أنا وأمي وسبحان الله وهي تسبح وتستغفر لحظة واحده حادث يضرب الأم من جهتها الأيمن فتسقط الأم مصابه بالسرطان
مكسورة الجنب .. والله ما أشتكت ولا تألمت ولا تأففت قالت : اللهم أنت أعلم بحالي فاحكم ما ترى ..
يقول : حملت أمي بين كفي وهي تنزف بالدماء وأنا أعلم أنها ميته لا محاله إلا أن يشاء الله .. فذهبت بها إلى المستشفى وسبحان الله بعد دخولها للمستشفى بخمس ساعات تقريباً يأتي خبر وفاة سعود ..
قلت : يا أماه عظم الله أجرك في سعود تراه يطلب منك الحل .. فبكت الأم المكلومة وقالت : الحمد الله على قدر الله .. وهذا الإيمان إذا خالط القلوب .. يقول خالد : ولا زلت أتابع حالة أمي وبعد أيام كتب الله أن تخرج الأم من المستشفى وصبرت .. فقدت يا أخوان 3 أبناء .. وهي رابعهم ولا زالت سلسلة الاختبارات تأتي ..
وصدق الله تعالى حينما قال : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم قالوا إنا لله وإن إليه راجعون أؤلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأؤلئك هم المهتدون )
صبرت وأحتسبت .. وبعد شهر يصاب خالد شلل بالرجلين .. ويأتي الخبر للأم ولا تزال صابرة محتسبة ..
فقال الدكتور : يا أم فلان لابد من قطع الثدي الأيسر حتى لا يكون سبب في إنتشار السرطان .. وذهبت إلى مستشفى الرياض وبترت الثدي .. وتقول وهي تنظر إليه : اللهم إنك تعمل أن هذا الثدي ما رضعت به حراماً وما أسقيت به حراماً فأسألك يا إلهي أن تجعله يسبقني إلى الجنة ولا تفرق بيني وبينه يوم العرض عليك ..
وتصبر المسكينه وتحتمل ثم يأتي الخال ويقول : يا أم الفلان ترى خالد أصيب بشلل سقط من الدرج فشلت الرجل ..
فأصبح يتصل علي خالد بين حينة وأخرى ويقول : يا شيخ والله العظيم أبتلينا إبتلاء عظيم ولم يبقى إلا خالي وأمي وأنا ..
ماذا أصنع ؟ قلت : أصبر .. صبرت الأم يا أخوان .. تخيلوا خرج الخال من المستشفى كي يبشر خالد بأن أمه قد نجحت عمليتها وفي خطفة عين تأتي سيارة وتدهسه دهساً ويموت الخال ولم يبقى إلا خالد وأمه ..
يقول خالد : والله يا شيخ إن القلب ليتحسر ويتعصر ألماً وأنا أرى دموع أمي وأنا أقول لها يا أماه خالي يريد أن يبشرني بنجاح عمليتك
ولكن مرت سيارة ودهسته ومات دهساً ..
والله يا أخوان هذه الأم لم تتوجع ولن تتألم حتى جاء ذلك اليوم الموعود وكتب الله عز وجل أن تنام على فراش الموت وخالد بتلك العربة
يتوجه إليها للمستشفى، أتصلوا عليه فقالوا : هل من ولي لهذه المرأة ؟ ما الأمر ؟
قالوا : حالتها تتردى وتوشك على الموت ..
يقول خالد : والله أصبحت في حيره .. كيف أسافر لأمي ؟ أنا مقعد ليس لدي في هذه الحياة أحد إلا الله ثم هذه الأم ..
فا أضطررت أني أسافر فتكفل أحد الناس بسفري فسافرت فوصلت فذهبت إلى المستشفى ودخلت الغرفه فإذا هي مسجاة على السرير ..
ووجهها قد أظلم وتعثر لسانها .. فقلت لها : يا أماه أنا خالد الذي أتى من بعيد حتى يتكحل بالنظر إليك .. خالد الذي صبر على الإبتلاء كما صبرتي .. خالد الذي جاء ويرجو أن يكون سبب في شفائك ..
فردت علي وقالت : يا خالد لم يبقى لي في الدنيا إلا الله ثم أنت فأوصيك خيراً حافظ على الصلاة وأترك أصحاب السوء كن صابراً محتسباً
فإن الموعد مع الله عز وجل قريب ..
يقول خالد : حبستني العبرات وبدأت أتذكر ( والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإن إليه راجعون ) حبست عبراتي وقلت : يا أماه هل تسافرين وتتركيني ؟
قالت : يا خالد إذا أمر الله عز وجل فسيفرق بيني وبينك لكن أسألك بالله .. يا خالد إذا سويت في التراب لا تنساني من دعائك أسألك بالله إذا غسلتني فأدعو لي أن يجعل ما أصابني تخفيفاً لي وأن يرحمني إذا عرضت بين يديه فو الله ما رأيت نفسي إلا معرضه للابتلاء من الله عز وجل ..
يقول خالد : بكيت وبكيت وقلت : يا أماه تقولين هذا وأنتِ صابره وأنتِ محتسبه إذً ماذا أقول أنا ؟
فقالت : أما أنا فراحله إلى الله فو الله إن الدنيا بعد فراقكم لا تطيب لي .. فقلت يا أماه أسألك يالله أن لا تنسيني من الدعاء فإني أشعر بالفراق .. فقالت : يا خالد أوصيك بالله خيراً أوصيك بالله خيراً .. فبكيت وبكيت فقلت : يا أماه أين أذهب بعدك من يحملني بعدك ومن يرحمني بعدك
يا أماه .. وأقول يا أماه 🙁 إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
تقول : يا خالد عرفت الله في ظروف كثيره فما تركني وسألت الله في أحوال كثيره فما تخل عني .. سألته وأنا عاصيه فاستجاب لي ..
فكيف لا يستجيب لي وأنا أنقطع عني حبل الرجاء .. وأصبحت وحيده على الفراش بعد أن كنت أتحرك أصبح هناك من يحركني ..
بعد أن كنت أتكلم أصبح هناك من يتكلم عني .. وأنت ترى هذه الأسلاك أشهد الله أن قد تبت إليه مما أقترفت يداي ..
فقلت : يا أماه ما الخطأ ؟
قالت : يعلم الله عزوجل أني أكلت ريالين حرام وكنت صغيرة السن فسأل الله أن يخفف عني سكرات الموت .. فلعلى أن تكون الريالين حايله بيني وبين رحمة ربي .. فأنفجرت باكياً وقلت يا أماه ريالين وتحزنين عليها .. إذً ماذا يقول من يستبيح الفروج بالحرام ؟
ما يقول من يشرب الخمر ليلاً ونهاراً ؟
ما يقول من ينام على معصية الله والله يراه .. والله يسمعه .. والله يستره .. ؟
والله لو دعى ذلك العاصي وقال : يا الله إني تائب .. لغفر الله له ..
يقول خالد وكأني أراه وهي تعتصر الموت وأنا أفارقها قبلت رأسها وقلت : يا أماه سألتك بالله أن تسامحيني .. سألتك بالله أن تسامحيني .. سألتك بالله أن تسامحيني ..
قالت : يا خالد ما كنت أتلذذ في الدنيا إلا من أجلكم ولا كان يطيب لي طعام إلا من أجلكم .. وهذا اليوم أفارقكم ..
سبحان الله أم صالحه لما تعرفت على الله في الرخاء عرفها في الشدة فربط على قلبها وها هي تفارق الدنيا ..
يقول خالد : وأنا أمسح على صدرها وأقول يا أماه هنيئاً لك سبقت ثديك إلى الجنة إن شاء الله وإن شاء الله سألحقك إلى الجنة ..
قالت : يا خالد أبشر أبشر فأني بين يدي رباً كريم ..
يقول خالد : والله إني أراها وكأنها تنظر إلى شيء لا أراها ..
ألتفت يمنة ويسره وقالت : خالد أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. خالد إن الله رحيم لا تحزن ..
فبكيت وقلت : أماه من سواكِ يرحمني في الدنيا بعد وفاتك ..
قالت : الله كريم أستودعك الله يا خالد .. أستودعك الله يا خالد ..
يقول خالد : والله إني أرى وجهه يضئ وأرى دموعها تتهلل فرحاً
وترفع سببتها وتقول : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. فسكتت
فقلت : اللهم إنها أبتليت فصبرت فأسألك يا إلهي أن تخفف عليها في قبرها أن ترحمها برحمتك وأن تتجاوز عنها فو اللله يارب ما علمتها إلا ساجده وما علمتها إلا ذاكره وما علمتها إلا تالية للقرآن ..
ماذا نقول لشباب اليوم .. خلوات بالحرام وذنوب ومعاصي حتى لم تسلم منه بقعة في الأرض ولا بقعة سماء، بين السماء والأرض يعصون، في الخلوات يعصون، في الظلام يعصون .. والله عز وجل يقول 🙁 وفروا إلى الله إني لكم منه نذيرمبين ) يا الله نسألك رحمتك يا الله لا تكشف سترك اللهم لا تكشف سترك لو كُشف سترك والله لأسودت الوجوه وتضيق منه القلوب .. يا الله أرحمنا برحمتك و حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..
مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112
التعليقات 0